٤ - وفي سبيل مؤازرةِ المبشّرين للدول الاستعمارية المتربِّصة، أَخَذَ المبشرون يفتعِلُون داخلَ البلاد الإسلامية الأسبابَ التي تقودُ إلى الحرب؛ لأن الحربَ ستُضعِفُ الدولَ الإسلامية، ومِن خلال ذلك يجدُ المبشرين منافذَ واسعةً لهم، كي يَقوموا بمهمةِ التبشير بين المسلمين على ما يُحبُّون، ويحاولُ المستعمرون مِن جهتهم تحقيقَ أهدافِهم الاستعمارية، بينما يحاولُ المبشِّرون تحقيقَ أهدافِهم التبشيرية.
وهذا ما أَعطى الحروبَ التي كانت تُشن ضدَّ العالم الإسلاميّ صفةً دينيةً صليبيةً، بما في ذلك الحروبُ التي شنتها الدولُ الأوربيةُ على الحكوماتِ الإسلاميةِ في القرنين التاسعَ عَشَرَ والعشرين.
° يقول المبشر"لورانس براون": "وكذلك شنت الدولُ الأوربيةُ في القرن التاسع عَشَرَ والقرن العشرين حروبًا عُدوانيةً على الحكوماتِ المسلمة، ثم انتَزعت منها أراضيَ ضمتها إلى سُلطانها هي، ولقد كانت النتائجُ في أحوالٍ كثيرةٍ غيرَ سارةٍ لبعضِ الشعوب التي استُعبدت، وخصوصًا من المسلمين، ولكن هذه الشعوبَ لم تَصِلْ بعدُ إلى درجةٍ تَشعُرُ فيها بأنها أصبحت أقلياتٍ مضطهدةً".
° ويقول "وليم كاش" في كتابٍ صغير له: "قبلَ هذه التطوراتِ التي طرأت على العالَم الإسلامي بعدَ الحربِ العالمية الأولى، كان المبشِّرون قد اتخذوا مراكزَ استراتيجيةً في العالَم الإسلامي، واستطاعوا في أثناءِ الثورات والحروبِ والاضطراباتِ أن يُتابعوا عَمَلَهم بهدوءٍ وثبات، ولقد