للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُتب هذا الكتاب الصغير ليدلَّ على هذه التطوراتِ التي حَدثت، وليبين للكنائسِ تلك الحاجةَ الملحة للتقدُّم بمشروعِها في يومِ الفرصةِ السانحة".

وقبل أن يحتلَّ الاستعمار الإيطاليّ "إِرِتْرِيا" استَخدم الطليانُ المبشِّرَ الطلياني الأب "سابيتو" ليبتاعَ لهم "عَصَب" من الأريتريين، ففعل، وكان ذلك هو البدايةُ للاحتلال الاستعماري.

وكذلك كانت للمبشرين أدوارٌ كثيرةٌ مماثلةٌ في التمهيد للاستعمار، كما كان للدول الاستعمارية أدوارٌ كثيرة في مساعدة المبشرين ومؤازرتهم وحمايتهم لهم، وخططُ العمل من الفريقين يكمِّلُ بعضها بعضًا.

٥ - ونجدُ الآنَ بعد استقلالِ البلادِ الإسلاميةِ من الاستعمارِ المباشر، نشاطًا كبيرًا للمبشرين في بلاد كثيرةٍ من بلاد المسلمين، وهذا النشاطُ تُدعِّمُه الدولُ الاستعمارية الكبرى، منه نشاط المبشِّرين في إفريقية، ونشاطُ المبشرين الكبير في إندونيسيا، إذ تتزايدُ فيها الإرسالياتُ التبشيريةُ تزايدًا كبيرًا.

نشرف صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر في (٧/ ٩/ ١٩٧٣ م) تعليقًا بعنوان: "تعاظُمُ التنصير في إندونيسيا" أشارت فيه إلى ازديادِ عددِ الكنائسِ في أوساط إندونيسيا المسلمة .. وذكرت أن "جاوه" -وهي أكثر الجزرِ ازدحامًا بالسكان، إذ تبلغُ نسبة عددِ سكانها (٦٥%) من مجموع سكان إندونيسيا- أصبحت تربةً صالحةً لنشاطِ الإرسالياتِ التبشيرية، وقد تضاعَف عددُ كنائس البروتستانت والكاثوليك في "جاوه الوسطى والشرقية" إلى أربعةِ أضعافِ ما كان عليه .. ويبلغ عددُ أعضاء كنيسة "جاوه الشرقية" وحدها (٢١٠٠٠) واحدًا وعشرين ألف

<<  <  ج: ص:  >  >>