الأعمالِ الأخلاقيةِ والدينيةِ في سياسةِ الاستعمارِ الألماني.
واستَشهد بقول "شنكال" رئيسِ غرفةِ التجارةِ في "همبرغ": "إن نموَّ ثروةِ الاستعمار متوقفٌ على أهميةِ الرجال الذين يَذهبون إلى المستعمراتِ، وأهمُّ وسيلةٍ للحصول على هذه الأمنية إدخالُ الدينِ المسيحي في البلادِ المستعمَرة؛ لأن هذا هو الشرطُ الجوهري للحصول على الأمنيةِ المنشودة، حتى من الوِجهة الاقتصادية".
ثم حَضَّ "اكسنفلد" على تقديرِ عمل المبشرين، وإحلالِه في مَحِله اللائق به، وعندما أَخذ المؤتمرُ الاستعماري يبحثُ في أعمالِ فرعِه الرابع الخاص بالمسألة الإسلامية، أفاض المبشرون المشتركون في المؤتمر، وتوسَّعوا في القول، حتى خُيِّل للجميع أن المؤتمرَ الاستعماري تحول إلى مؤتمر تبشيري.
° وجاء في قرارات المؤتمر الاستعماري المذكور ما يلي:"إن ارتقاءَ الإسلام يُهدَّدُ نموَّ مستعمراتنا بخطر عظيم، ولذلك فإن المؤتمرَ الاستعماري يَنصحُ الحكومةَ بزيادةِ الإشرافِ والمراقبةِ على أدوارِ هذه الحركة".
والمؤتمرُ الاستعماري -مع اعترافِه بضرورة المحافظة على خُطَّةِ الحِيادِ تمامًا في الشؤون الدينية- يُشيرُ على الذين في أيديهم زِمامُ المستعمراتِ أن يقاوِموا كلَّ عمل من شأنِه توسيعُ نطاقِ الإسلام، وأن يُزيلوا العراقيلَ من طريقِ انتشارِ المسيحية، وأن يَنتفعوا من أعمالِ إرسالياتِ التبشيرِ التي تبث مبادئَ المدنية، خصوصًا بخدماتهم التهذيبية والطبية.
ومِن رأيِ المؤتمر"أن الخطر الإسلامي يدعو إلى ضرورةِ الانتباهِ لاتخاذ التدابير -من غيرِ تسويفٍ- في كَل الأرجاء التي لم يَصِلْ إليها الإسلامُ بعد".