للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحربَ الصليبةَ الهادئةَ التي بدأها مبشِّرونا في القرن السابعَ عَشَرَ، لا تزالُ مستمرة إلى أيَّامِنا هذه، ولقد احتَفظت فرنسا طويلاً بروح الحربِ الصليبيَّة، وبالحَنين إلى تلك الحروبِ حيَّةً في نفسها، وكان من غاياتِ الامتيازات الأجنبيةِ دائمًا أن تحتفظَ فرنسا بالدَّور الذي يلعبُه رُهبانها، وقد اعترِفَ لقناصِلنا وسُفرائنا بالحمايةِ للنصارى، وكثيرًا ما اختارت فرنسا قناصِلَها وسفراءَها من رجال الدين" (١).

٩ - ويكشفُ سياسةَ التآزر بين المبشِّرين والمستعمِرين الكتابُ الذي أصدرته لجنةُ التبشير الامريكي، والتي تهتمُّ بالاستفادةِ من الحروبِ في أعمال التبشير في عام (١٩٢٠ م).

° وقد جاء في مقدمة هذا الكتاب:"من أبرز الأمور المتعلِّقة بدخولِ الولاياتِ المتحدة في الحرب العالمية الأولى، أن الآراءَ والمبادئَ الَتي كانت تهدف إليها الإرساليات التبشيرية، قد تَبنَّتها الآن الأمَّةُ الأمريكية، ثم أعلتت أنها هي أهدافُها الأخلاقية، وغاياتُها من خوضِ تلك الحرب، إنَّ هذه المبادئَ التبشيريةَ قد سُميت الآن أسماء سياسيةً فقط" (٢).

* * *


(١) أخذًا مما نقله الطاهر المعموري في بحثه الذي تحدَّث عنه عبد الله الرفاعي في جريدة المسلمون (العدد: ٦٣) تاريخ (١٠ - ١٦) شعبان ١٤٠٦ هـ.
(٢) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>