° من عجيبِ ما روي من حال المشركين الذين خُوطبوا بهذه الآيات أولَ مرةِ، ووجِّه إليهم هذا الاستنكار الوارد في قوله تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ .. }: ما رواه الكلبي قال: "لَمَّا لَبِس المسلمون الثيابَ، وطافوا بالبيت، عيرهم المشركون بها .. فنزلت الآية".
* فانظر كيف تَصنعُ الجاهلية بأهلها، ناسن يطوفون ببيتِ الله عرايا، فسَدَت فِطرتُهم، وانحرفت عن الفطرةِ السليمة التي يَحكيها القرآنُ الكريم عن آدم وحواء في الجنة:{فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٢٢]، فإذا رَأَوُا المسلمين يطوفون بالبيت مَكْسوينَ في زينةِ الله التي أنعم بها على البشر؛ لأرادته بهم الكرامةَ والسِّتر، ولتنموَ فيهم خصائصُ فِطرتِهم الإنسانية في سلامتها وجمالِها الفِطري، وليتميزوا في العُرْيِ الحيوانيِّ الجِسميِّ والنفسيِّ، إذا رأوا المسلمين يطوفون ببيت الله في زينةِ الله وِفقَ فِطرةِ الله، عيَّروهم!!.