للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشخصيات أثرًا في التاريخ" -وقد وضع محمدًا رسولَ الله على رأس هذه القائمة-: "إن اختياري محمدًا ليكونَ على رأسِ القائمة لأعظم الشخصيات العالَمية في التاريخ، قد يُدهِشُ بعضَ القُراء، كما أنه قد يكونُ مَحلَّ تساؤلٍ من البعض الآخر، لكن محمدًا كان هو الإنسانَ الوحيدَ في التاريخ الذي بَلَغ أعلى درجاتِ النجاح على المستويَينِ المديني والدنيوي.

لقد استطاع محمدٌ -رغمَ أنه جاء من أصولٍ متواضعة (١) - أن يؤسسَ وينشرَ واحدةً من أعظم دياناتِ العالَم، كما أصبح زعيمًا سياسيًّا ذا تأثير هائل، واليوم -وبعدَ مرورِ ثلاثةَ عَشَر قرنًا على وفاته- لا يزالُ تأثيرُه قويًّا واسعَ الانتشار.

إن أغلبَ الشخصياتِ المذكورةِ في هذا الكتاب "المئة" تتميزُ بأنها وُلدت وتربت في مراكزِ الحضارة، ونشأت في أُممٍ عاليةِ الثقافة، أو ذاتِ أهميةٍ عُظمى في السياسة، لكنَّ محمدًا وُلد عام ٥٧٠ في مدينةِ "مكة"، جنوبَ بلادِ العرب التي كانت آنَذَاك منطقةً متخلِّفةً بين بلاد العالم، وبعيدةً عن مراكزِ التجارةِ والفنِّ والمعرفة، ولقد أصبح يتيمًا وهو في السادسةِ من عُمره، ونشأ في بيئةٍ متواضعة، وكان أغلبُ العرب آنَذَاكَ وثنيينَ يَعبدون آلهةً كثيرةً، وعندما بَلَغ محمدٌ الأربعينَ مِن عُمرِه صار مقتنعًا بأن الإلهَ الواحدَ الحق -الله- يُكلِّمُه، وأنه اختاره لنشرِ الدين الحق، غيرَ أن تلك الجيوش العربيةَ الصغيرة -وقد وَحَّدها محمدٌ لأولِ مرةٍ في التاريخ، ونَفَخ


(١) بل هو أشرفُ الناس نسبًا - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>