° وقال (ص ٧) منه: "لقد أصبح من العار على أيِّ متمدِّنٍ أن يُصغيَ إلى ما يُظن من أن دينَ الإسلام كذب، أو أنَّ محمدًا كذاب، وقد آن لنا أن نحاربَ ما يُشاعُ مِن مِثل هذه الأقوالِ السخيفة، فهل رأيتم رجلاً كاذبَاً يستطيعُ أن يُوجِدَ دينًا؟! والله إن الرجلَ الكاذبَ لا يستطيعُ أن يبنيَ بيتًا من الطوب".
° وقال (ص ٥٣) منه -تحت عنوان: تأثيرُ الإسلام على العرب، وفضلُه عليهم-: "لقد أخرج اللهُ العربَ بالإسلام مِن الظلمات إلى النور، وأحيا به من العربِ أُمةً هامدةً، وهل كانت إلا فئةً من جوَّالةِ الأعراب، خاملةً فقيرةً تَجوبُ الفَلاة، منذُ بَدءِ وجودها لا يُسمع لها صوت، ولا تُحَسُّ منها حركة، فأرسل اللهُ لهم نبيًّا بكلمةِ من لدُنْه، ورسالةٍ مِن قِبَلِه، فإذا الخمولُ قد استحال شُهرةً، والغموضُ نباهةً، والضَّعَةُ رفعةً، والضَّعفُ قوةً، وَسع نورُه الأنحاءَ، وعَمَّ ضَوؤُه الأرجاء، وعَقَد شعاعُه الشمالَ بالجنوب، والمَشرِقَ بالمغرب، وما هو إلاَّ قرنٌ بعد هذا الحادث، حتى أصبح لدولةِ العرب رِجل في الهند ورِجلٌ في الأندلس، كلُّ ذلك بنورِ الفضل والنُّبل والمروءةِ والبأسِ والنجدة ورَونَقِ الحقِّ والهدى، وما زال للأمةِ العربية رقيٌّ في دَرَج الفضل، وتَعريجٌ إلى ذُرى المَجد، ما دام مذهبُها اليقين، ومنهاجها الإيمان".
وقد وَصف المستشرقُ المذكور (محمدًا) أكمل وصف، وأثنى عليه أعظمَ الثناء في كتابه "الأبطال"، فقد أسَهب في وصفِ عبقريتهِ وبطولتِه في نبوته.