للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقليلُ الذي أريدُ أن أقولَه إنما يُكذٍّبُ تمامًا كل ما يقولُه لنا مؤرخونا وخُطباؤنا وأحكامُنا المسبقة، ولكنَّ الحقيقةَ لابد أن تُقالَ وأن تصفعهم".

° وفي استعراضٍ مقارِنِ لِمَا يُوجَدُ في بعضِ الدياناتِ، يقول "فولتير: "لا توجدُ أبدَاً ديانةٌ لم تأمر بإعطاءِ الصدقات، لكن الإسلامَ هو الدينُ الوحيد الذي جَعل منها أمرًا شرعيًّا إِيجابيًّا لا غنى عنه.

وبينَ القواعدِ السلبية -وأعني بذلك التي تحض على الامتناع عن فِعل شيءِ ما-، سوف لا نجدُ سوى التحريم العام على كل الأمةِ المسلمةِ أن تشربَ الخمر، وهذا شيءٌ ما جديد بين الديانات، وتشريع خاصٌّ بالإسلام والمسلمين فقط.

ولربما كان تحريمُ جميع أنواع المَيسرِ والقمارِ هو التشريعُ الإسلاميُّ الذي لا نجدُ له نظيرًا في أي دين آخَرَ سوى الإسلام (١).

° وقال في كتابه "محمد": "إنّ في نفس محمدِ لشيئَاً عجيبًا طريفًا رائعَاً، يَحملُ الإنسانَ على الإعجابِ والتقدير، ولعَمْري إن الرجلَ وَقف وحدَه يدعو إلى الله، ويتحملُ الأذى في سبيل هذه الدعوة سنواتٍ عديدةَ، وأمامَه الجُموعُ المُشركة، تَعملُ جَهدها لمعاكستِه وقَتل فِكرتهِ، إنه إذًا يستحق كل تقدير وتمجيد، ثم إنك لتراه في أدوارِ حياته هو نفسُه لا يَسحبُ يَدَه مِن صديق، محبَّبٌ للأطفال الذين كان لا يمر بهم إلا تلطَّف معهم ووقف بينهم باسمًا متواضعًا، والواقعُ أن المزايا التي كان يَنعتُهم بها محمد تَمحَقُ الانتقادَ مَحْقًا، ولا تتركُ مكانَه إلاَّ الإعجابَ به والتقديرَ لشخصيته"اهـ.


(١) - OEUVRES de VOLTAIRE، TOME ٣، PAIRS، ١٨٣٥،PP.٩٩'١٠٠

<<  <  ج: ص:  >  >>