هذه البساطة قد جَذَبت بسرعةٍ الاحترامَ والثقةَ في دينه، وإن عقيدةَ الإيمانِ بوحدانية الله دونَ غموض -والتي هي متوافِقة مع الفهم البشري- قد جَلبت تحتَ شريعتِه جماهيرَ كبيرةً من الأمم ما بين الشعوبِ السوداء في إفريقيا إلى شعوبِ الجُزر المتناثرةِ في المحيط الهندي.
هذا الدينُ يُسمَّى "الإسلام" -أي: الخضوعُ لإرادة الله-، وهذه الكلمة الفريدة -"الإسلام"-، لا بد لها أن تَجلِبَ مُهتدين كثيرًا إلى هذا الدين (١).
إن الإسلامَ الذي يَعتنقُه أكثرُ مِن نصفِ مَن يَعيشون في نصفِ الكرةِ الأرضيةِ، ما كان أبدًا باستخدام السلاح، وإنما انتشر بالحماس، وبالقدرةِ على الإقناع، ثم على وجهِ الخصوص بالمثال الذي ضَرَبه المنتصِرون.
فبمجرد أنِ اجتازَ العرب (المسلمون) حدودَ بلادهم التي لم يكونوا قد بارحوها مِن قبلُ حتى ذلك الوقت، فإنهم لم يُجبروا أحدًا من الأجانب على الدخول في الإسلام، لقد أعطَوُا الشعوبَ التي خَضعت لهم حُريَّةَ الاختيار ما بين أن يكونوا مسلمينَ، أو أن يَدفعوا لهم الجزية .. وعندما فقدوا حيازتَهم بعد ذلك لأقاليمَ في آسيا استولى عليها الأتراكُ والتتار، فإنهم جَعلوا من قاهِرِيهم مهتدِين جُدُدًا إلى الإسلام، وصار الفوضويون التتارُ شَعبًا مُسلِمًا كبيرًا، ومِن هنا يَظهرُ الواقعُ أنهم حوَّلوا إلى الإسلام شعوبًا أكثَرَ في البلادِ التي لم تَخضعْ لهم.
(١) - ce ne fut point par les armes que l' Islamisme s'etait dans plus de la moitie de motre hemisphere، ce fut par l'entheousiasme، par la persua- tion، et surtout par l'exemple des vainqueurs.