الأذهانِ وَصَل إلى أهل هذه الأيام، وتَشبَّعت به أفكارُهم في النبيِّ وكتابه.
ولكنْ ما سِر هذه الحَمْلةِ الشَّعواءِ الشَّعواءِ الضالَّةِ التي تَهزأُ بالحقِّ والضمير، والتي لا يُقِرُّها دين أيًّا كان؟! ".
° "ولو سأل سائلٌ: هل كان أولئك المفسِّرون يَعتقدون صحةَ ما يقولون؟ لأجبناه جوابَ أهل "نورمندة": "لا- ونعم"، إذ من المحقق أن الاختلاطَ بين المسيحيين والمسلمين سَهلٌ للمُنشِدين معرفةَ الدينِ المحمديِّ على حقيقته، ولكنهم ما كانوا يقصِدون الحقائقَ التاريخيةَ في أناشيدهم، بل حِفْظَ رُوح البغضاءِ في نفوس قومهم.
هل هذه الروحُ التي كانت سائدةً عند المسيحيين تُجاهَ الإسلام، اقتَصرت على العصورِ الوسطى؛ كلاَّ.
فلم يَزَل هذا الروحُ سائدًا عند المسيحيين، حتى إن المستشرق "بريدو" الإنكليزي ألَّف سنة ١٧٣٣ كتابًا في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - عنوانه:"حياة ذي البدع محمد"!.
وترجَمَه بعضُهم إلى لُغتنا، وجَعل له مقدمةً بيَّن فيها مَقْصِدَ المؤلِّفِ، فقال: إن غَرضَ واضع هذا الكتاب، هو خِدمةُ المَقصِدِ المسيحي الحكيم".
° ثم يُعقٍّبُ "الكونت" على ذلك بهذه الكلمة الحكيمة: "أولئك كُتَّابٌ ما قَصدوا التاريخ، ولكنهم أرادوا خِدمةَ المَقصِدِ المسيحيِّ الحكيم -كما يقولون-، وكان سلاحُهُمُ الوحيدُ في تأييدِ سواقِطِ حُجَجِهم، أنْ يُشبِعوا خَصْمَهم سَبًا وشَتْمًا، وأن يُحرِّفوا في النَّقل مهما استطاعوا".
ثم يأخذُ "الكونت" في الرد على الافتراءات، ومِن أولى هذه