الافتراءات: أن الرسولَ صلواتِ الله وسلامه عليه، كان يَقرأُ ويكتب، فقرأ التوراةَ، وقرأ الإنجيل، وأخذ تعاليمَه منهما!.
* وقد رد القرآن على هذه الفِريَةِ فقال:{وَمَا كنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِيِنك إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}[العنكبوت: ٤٨].
° ويقول "الكونت" في هذا المعنى: "ما كان يقرأ ولا يكتب، بل كان -كما وَصَف نفسَه مرارًا- نييًّا أميًّا، وهو وَصفٌ لم يُعارِضْه فيه أحد من مُعاصِرِيه، ولا شك أنه يستحيل على رجل في الشرقِ أن يتلقى العِلمَ بحيثُ لا يَعلمُه الناسُ؛ لأنَّ حياةَ الشرقيين كلَّها ظاهر للعِيان، على أنَّ القراءةَ والكتابةَ كانت معدومةً في ذلك الحينِ من تلك الأقطار، ولم يكن بمكةَ قارئٌ أو كاتبٌ سوى رجل واحدٍ، ذَكَرها "جارسين دي تارس" في كتابه الذي طبعه سنة ١٨٧٤.
كذلك مِن الخطإِ -مع معرفةِ أخلاقِ الشرقيين- أن يُستدل على معرفةِ النبي للقراءةِ و"الكتابةِ باختيارِ "السيدة خديجة" - صلى الله عليه وسلم - إياه لِمَتاجِرِها في الشام، ولم تكن لِتعهدَ إليه أعمالَها إن كان جاهلاً غيرَ متعلم.
فإنا نشاهدُ بين تجَّارِ كلِّ قوم غيرِ العرب وُكلاءَ لا يقرؤون ولا يكتبون، وهم -في الغالب- أكثَر أمانةً وصدقًا".
° ويقول: "أما فكرةُ التوحيد: فيستحيلُ أن يكونَ هذا الاعتقاد وَصَل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من مطالعتِه التوراةَ والإنجيل، إذ لو قرأ تلك الكُتبَ لَرَدَّها لاحتوائها على مذهبِ "التثليث"، وهو مُناقِضٌ لفطرته، مخالف لوجدانِه منذ خِلْقه، فظهور هذا الاعتقادِ بوسطتِه دَفعةً وأحدةً هو أعظم مَظهر في