"جوته" في كتابها "جوته والإسلام"، ترجمته "شيرين حامد فهمي"، وأصدرته مكتبة "الشروق الدولية"، تتحدثُ "د. كاثرينا ممسين" عن إعجابِ "جوته" بالقرآن .. وكان مفهومُ "التسامح" هو الذي جَذَب "جوته" إلى الإسلام، ولكي يَفهمَ لُغةَ القرآن تَعلَّم اللغةَ العربيةَ والخط العربي، وكان يَصِفُ لُغةَ القرآنِ بالقوةِ والعظمةِ والرهبةِ والسكونِ في خليطٍ عجيب.
° وتذكرُ "د. كاثرينا ممسين" أمثلةً من كتاباتِ "جوته" ورسائلِه التي تدل على مدى احترامِه للاسلام؛ فقد كتب رسالةً وهو في الثانية والعشرين من عمره قال فيها:"أُريد أن أدعوَ كما دعا موسى ربَّه في القرآن {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي}[طه: ٢٥] "، مما يدل على أنه قرأ القرآن وتأثَّر به.
وعندما بَلَغ السبعين أَعلن عن قرارِه بالاحتفال بتلك الليلةِ المقدَسةِ التي نَزل فيها القرآنُ مِن أعلى السماوات إلى النبيِّ محمدِ - صلى الله عليه وسلم -، وهذه اللغةُ في الحديث عن الإسلام كانت بعيدةً كل البُعدِ عن اللغة التي كان العالَمُ الغربي يتحدَّثُ بها عن الإسلام.
° تقول "د. كاثرينا ممسين": "إن "جوته" رأى -خلافًا للعالَم الغربي- التأثيرَ الإلهي للقرآن على البشرية، وإن اقتباسات "جوته" من القرآنِ في مواضعَ كثيرةٍ في كتاباته تَعكِسُ تقديرَه الشخصي واقتناعَه بأمورٍ كثيرةٍ في الإسلام، وكانت سورة "البقرة" من أكثرِ السورِ التي أثَّرت في هذا الشاعر الكبير، وهو يذكُرُ عدَّةَ آياتٍ يتوقفُ عندها ويُشيدُ بما فيها من الفِكر الرائع العميق (١) مثل: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا
(١) القرآن ليس فكرًا، بل هو كلامُ العلي الكبير، وهو سبحانه لا يُوصَف بالتفكير.