للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ١١٢].

* كما يتحدَّثُ عن آيةٍ أخرى من نفسِ السورة، يقول: إنها تُعبِّرُ عن دليل وجودِ الله في الكون كلِّه: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ١١٥]. والآية: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: ١٦٤]

* وسَجَّل "جوته" إعجابَه بما في الإسلام من الدعوةِ إلى الخير، فقال: "إنَّ الله يقولُ في القرآن: إنه لم يَبعث رسولاً إلى قوم إلاَّ أن يكونَ منهم، ويتحدثَ بلُغتهم، وَيعرفَ ثقافَتهم" .. ويَستشهدُ بالآية: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد: ٢٧]. والآية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: ٤].

° وكتب "جوته" رسالةً إلى المفكر والمؤرخ البريطاني "توماس كارليل" في سنة ١٨٢٧ م قال له فيها: "إن القرآنَ يقول: إن الله أرسلَ لكل قوم رسولاً يتحدَّثُ بلُغتهم"، وأشار إلى الكفار الذين طالبوا الرسولَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأن يأتيَ بمعجزات، وعَلَّق على ذلك بأبياتٍ من الشعر قال فيها: قال لهم: المعجزاتُ لا أستطيعُ الإتيانَ بها، المعجزةُ الكبرى هي وُجودي بينكم رسولاً" (١).


(١) "المنصفون للإسلام في الغرب" (ص ٢١٦ - ٢١٧) لرجب البنا- دار المعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>