فلن يُضيفَ إليه جديداً، ولكنه نموذجٌ للكتابةِ الموضوعيةِ غير المتحيِّزة، خاصةً وأنها تكشفُ في هذا الكتاب التناقضَ في العقليةِ الغربيةِ بين ادِّعائها بأنها عقليةٌ علميةٌ وموضوعيةٌ ومُحايِدة، وبين تحيُّزِها المبدئيِّ ضدَّ الإسلامِ ورسولِه دونَ دراسةٍ أو تحليلٍ كافيَينِ لعقائدِ الإسلامِ وسيرةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتاريخِ الحضارة الإسلامية.
° تقول "كارين أرمسترونج": "إنَّ لدينا في الغربِ تاريخًا طويلاً من العَداءِ للإسلام، راسخَ الجذور، ولم يَعُدْ يَمنعُ الناسَ شيءٌ عن مهاجمةِ هذا الدين، حتى لو كانوا لا يَعرِفون عنه غيرَ أقلِّ القليل! ويرجعُ هذا العَداءُ إلى الفترة التي نشأت فيها الإمبراطوريةُ الإسلامية في القرنِ السابع الميلادي، وكانت أوربا منطقةً متخلِّفةً، وامتَدَّت الفتوحاتُ الإسلاميةُ بسرعةٍ إلى مُعظَمِ مناطِقِ العالَم المسيحيِّ في الشرق الأوسط، وإلى الكنيسةِ المسيحيةِ العظيمةِ في شمالِ إفريقيا، وكان زَحفُ الإسلام بهذه القوةِ والسرعةِ خطرًا داهمًا يتهدَّدُ الغرب، إذ تساءلوا: هل تخلَّى اللهُ عن المسيحيين، ومَنَح رضاه لهؤلاء (الكفار)؟، وحتى بَعَد أن خَرَجت أوربا من عصورِها المُظلِمة وأنشأت حضارتَها العظيمةَ، ظلَّ لديها الخوفُ من توسُّع الإمبراطوريةِ الإسلامية، خاصةً وقد تأكَّد لأوربا عَجْزُها عن التأثيرِ في تلك الثقافةِ القوية، وكان الفشلُ هو نهايةَ المشروع الصليبيِّ في القرنين الثاني عَشَر والثالثَ عَشَرَ، ولم يَلبِث العثمانيون أن جاؤُوا بالإسلام إلى داخل أوربا نفسِها، وكان مِن المُحالِ على المسيحيين الغربيين أن يلتزموا بالعقلانية أو الموضوعية تُجاهَ العقيدةِ الإسلامية، فكانوا يَنسجون مِن خيالهم صُورًا