قد أصبح كلُّه إِسلاميًّا، كما نرى العالَمَ اليومَ كأنه أصبح كلُّه غربيًّا، وظلَّ الإسلامُ في كلِّ العصور يُمثِّلُ التحدِّي للغرب.
° وكانت صيحاتُ التهجمُّ على الإسلامِ ورسولِه التي أطلقها "شهداء قراطبة" تَستندُ إلى وَهمٍ في عقولٍ (سيطر عليها الرعبُ) أن محمدًا دجَّال، نَصَّب نفسَه نبيًّا لِيخدعَ العالَم، وأنه فاسقٌ يدفعُ أتباعَه إلى محاكاتِه، وأنه يُجبِرُ الناسُ على اعتناق عقيدتِه بحدِّ السيف .. وانتهت هذه الأوهامُ إلى القولِ بأن الإسلامَ ليس دينًا، بل هو بدعةٌ، أو صورةٌ مشوَّهةٌ من المسيحية.
هذه الصورةُ التي تكونت من الأوهام في الأندلس، أُسدل عليها سِتارُ النسيان، ثم عادت بعد (٢٥٠) سنةً لتُردِّدَ نفسَ هذه الأوهام، وهناك بعضُ الباحثين المتعمِّقين حاولوا وضعَ تصوُّرٍ موضوعيٍّ لنبيِّ الإِسلام وللدينِ الذي أتى به، لكنَّ الصورةَ المشوَّهةَ استمرَّت على المستوى الشعبي، وما تزالُ آثارُ هذه الأوهامِ القديمةِ موجودةً حتى يومِنا هذا، وما زال شائعًا في الغربِ القولُ بأن محمدًا ليس سوى رجلٍ قام باستغلال الدين لتحقيق الفتوحاتِ وسيادةِ العالم، وأن الإسلامَ دينُ عُنفٍ وحرب، على الرغمِ من ظهورِ دراساتٍ تُبَيِّنُ خطأَ وفُحشَ هذه الأسطورة.
° وكان جَهلُ الأوروبيَّين بالإسلام في زمنِ الحربِ الصليبية يَصِلُ إلى تصوُّرِهم للمسلمين بأنهم يركعون أمامَ ثلاثةِ آلهة هي "أبولو" و"تيرفاجان" و"محمد"، ولم يعتبروا المسلمين بَشَرًا مِثلَهم، ولذلك قاموا بارتكابِ مذبحةٍ لا مَثيلَ لها في التاريخ لسُكَّان القدسِ المسلمين، وقالوا: "إن