لم يَظهرْ مِثلُها في العالَم الإِسلامي في أيِّ عصرٍ من العصور، لكنَّ التعصُّبَ كان في أوروبا، حتى إنه بَعد إلاستيلاءِ على الأندلس وجنوبِ إيطاليا وصقلية وعودتِها إلى المسيحية، بَقِيَ في هذه المناطقِ مسلمون ويهود فُرضت عليهم العُزلة، ومَنعت الحكومةُ المسيحيين من التعامُل معهم، وصَدرت تشريعاتٌ كَنَسيَّةٌ خاصةٌ في المجلسَينِ البابويَّينِ، أحدُهما عُقد سنة ١١٧٩، والثاني في سنة ١٢١٥ تَعتبرُ اليهودَ والمسلمين "العدوَّ"، وتَفرضُ هذه التشريعاتُ عقوباتٍ على كل مَن يتعاملُ مع المسلمين واليهود أو يُشارِكُه الطعامَ بالطردِ من الكنيسة ومصادرةِ الممتلكات، وقد أصدر البابا "جريجوريوس التاسع" في عام ١٢٢٧ مراسيمَ بابَويةً تَفرضُ على المسلمين واليهودِ أن يَرتَدُوا ملابسَ مميَّزةً، ويَحظُرُ عليهم الظهورَ في الشوارع أثناءَ الأعياد المسيحية، ويُحرِّمُ توليَّهم مناصبَ حكوميةً في البلادِ المسيحية، ومَنَع الجَهْرَ بالأذان حتى لا يؤذيَ أسماعَ المسيحيين.
وبعد ذلك أعلن البابا "كليمنت الخامس"(١٣٠٥ - ١٣١٤) أنَّ وجودَ مسلمٍ على الأرضِ المسيحيةِ يُعتبرُ إهانةً لله.
وقبل ذلك قام مَلِكُ فرنسا "شارل آنشوا" عام ١٣٠١ بإبادةِ مَن بَقِيَ من المسلمين أبناءِ صقلية وجنوب إيطاليا.
وقد ظَلَّت محاكمُ التفتيش في إسبانيا تضطهدُ المسلمين وذريتهم على مَدى ٣٠٠ سنة".
وسِجِلُّ العَداءِ أكبرُ ممَّا يَصِلُ إليه الخيال، ويمكنُ لمن يريدُ معرفةَ المزيدِ العودةُ إلى كتاب "كارين أرمسترونج"، ففيه الكثير.