للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى التأمَّلِ فيها وتفهُّمِها، فإن رسالتَه النبويةً "رمزٌ" يَعكِسُ الاستسلامَ التامَّ لله، وحُبُّ المسلمين له هو ارتباطٌ بالرمزِ الذي يُضيءُ لهم حياتَهم، ويُضيفُ إليها معنًى جديدًا.

° وتقول "كارين أرمسترونج": "إنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يُعتبر على المستوى الرمزي "الإنسانَ الكامل" و"النموذج"، وتنظرُ إلى رحلة "الإسراء والمعراج" على أنها المثالُ الكاملُ للفَناءُ في الله، والمسلمون يَسْعَون إلى محاكاةِ الرسول في حياتِهم اليوميةِ لكي يقتربوا مِن هذا الكمالِ بقَدْرِ الإمكانِ ويقتربوا من الله".

° وتختم "كارين أرمسترونج" كتابَها بقولها: "إن الإسلامَ والغربَ يشتركانِ في أمورٍ كثيرة، والمسلمون عَرفوا ذلك منذ زمنِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، إلاَّ أن الغربَ غيرُ قادرٍ على تقبُّلِ هذه الحقيقة، والمسلمون يَشعرون أن حضارةَ الغربِ امتَهنت كرامتَهم واحتَقرتهم، ونحن في الغربِ بحاجةٍ إلى أن نُخلِّص أنفسَنا من بعضِ أحقادِنا القديمة، ولعلَّ شخصَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - يكون مناسبًا للبَدءِ، فقد كان ذا عبقريةٍ تستعصي على الإدراك، وأسَّس دينًا وحضارةً للإسلام، ولَفظُ "الإسلام" ذو دِلالةٍ على السلام والوفاق مع سائرِ البشر".

أليس من واجبِ المسلمين أن يُقدِّموا التحيةَ لهذه الراهبة التي قالت كلمةَ الحقِّ بجرأةٍ وبراعةٍ تفوقُ ما فعله المسلمون للدفاع عن دينِهم في الغرب؟! (١).


(١) انظر "المنصفون للإسلام في الغرب" من (ص ١٨٤ - ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>