للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعَمَدتُ نحوه، فلما أمكنني حَمَلتُ عليه، فضربته ضَربة أطنَّت قدمَه، وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطَرَح يدي- قال: ثم عاش معاذٌ إلى زمنِ عثمان … قال: ومرَّ بأبي جهل معوِّذُ بنُ عفراءَ، فضَرَبه حتى أثبَتَه وبه رَمَقٌ، ثم قاتل معوِّذٌ حتى قُتِل، فمر عبدُ الله بن مسعود بأبي جهل فوجده بآخر رمق".

فهذا الذي رواه ابن إسحاق يَجمعُ بين الأحاديث، لكنه يخالفُ ما في "الصحيح" من حديثِ عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ أنه رأى معاذًا ومعوِّذًا شَدَّا عليه جميعاً حتى طرحاه.

° وابن إسحاق يقول: إن ابنَ عفراءَ هو معوِّذ -والذي في "الصحيح": "معاذ"- وهما أخوان، فيحتمل أن يكون معاذ بن عفراء شدَّ عليه مع معاذِ بنِ عمرو، كما في "الصحيح"، وضربه بعد ذلك مُعَوِّذٌ حتى أثبتَه ثم حَزَّ رأسَه ابن مسعود، فتجمع الأقوال كلها، وإطلاقُ كونِهما قتلاه يخالف في الظاهرِ حديثَ ابنِ مسعود أنه وَجَده وبه رَمَق، وهو محمولٌ على أنهما بلغا به بضربهما إياه بسَيفيهما منزلةَ المقتول حتى لم يَبْقَ به إلاَّ مثل حركةِ المذبوح، وفي تلك الحالة لَقِيه ابن مسعود فضرب عنقه .. والله أعلم".

° ولله درُّ حسان بن ثابت - رضي الله عنه -، وهو يقول:

فغادَرْنا أبا جهلٍ صريعًا … وعُتْبَةُ قد تَرَكْنا بالجيوبِ (١)


(١) الجيوب: اسم للأرض؛ لأنها تُجب، أي: تُحفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>