فمهما حَدَث في العالَم الغربيِّ المزدهِرِ وفاسدِ الأخلاق، أو حَدَث للشعوب التي تُعاني من فقرِ المستلزماتِ الماديةِ للحياةِ مِثل تلك التي يُطلَقُ عليها "العالم الثالث"، فإن الإسلامَ يقدِّمُ الحلَّ الأكثرَ وضوحًا وجوهريةً وحتميةً، من أجلِ مواجهةِ التحدي الحديث.
وبالنسبةِ لهؤلاءِ الذين يَعتنقدن الإسلامَ ويُطبِّقونه عمليًّا، فإنه يقدِّمُ لهم العلاجَ الأكثَرَ فعاليةً وشفاءً من شرور هذا العصر".
° وكتب كتابًا من أجل تعريفِ الغربِ بالإسلامِ تحت اسم "اكتشاف الإسلام" قال فيه: "من المسلَّم به حاليًا وبوجهٍ عام، أنه بينما تتراجعُ الدياناتُ الكبرى -أو على الأقلِّ تتخذُ موقفَ الدفاع-، فإن الإسلامَ ذاتَه في تقدم، وتُعطي أفريقيا أكثرَ الأمثلةِ وضوحًا على ذلك.
إن قوةَ الإسلامِ هذه -مقارنةً بضعفِ المسيحية- تمُثِّلُ حقيقةً كبرى في التاريخ المعاصر، ولقد قامت عدَّةُ دراساتٍ اجتماعيةٍ واستشراقيةٍ بمحاولةٍ لتفسير ذلك، فأظهرت أن هناك وجهاتِ نظرٍ عديدة.
لقد جاء الإِسلامُ إلى الناسِ لمساعدتهم على عبورِ هذه المرحلةِ الأخيرةِ من التاريخِ العالمي، دون أن يتعرَّضوا للضياع، وباعتبارِه الوحيَ الأخيرَ في سلسلةِ النبوات، فإنَّه يُقدِّمُ وسائلَ لمقاومةِ الفوضى التي تَسُودُ العالَم حاليًا، وإقرارِ النظامِ والنقاءِ في داخل الإنسان، وإيجادِ التآلُفِ والانسجامِ في العلاقاتِ الإنسانيةِ، وتحقيقِ الهدف الأسمى الذي من أجله دعانا الخالقُ إلى هذه الحياة".