"أو نصٌّ" صريحٌ لا يَحتملُ التأويل، فقد قال القاضي عياض -رحمه الله -: (اعلمْ وَفَّقَنا الله وإياك) لمعرفةِ حق النُّبُوَّة وما يجبُ له - صلى الله عليه وسلم -، (أنَّ جميعَ من سَبَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم) بشتمِه (أو عابه) -هو أعمُّ مِن السَّب، فإنَّ من قال:"فلانٌ أعلمُ منه - صلى الله عليه وسلم - "، فقد عابه ونَقَصَه ولم يَسُبَّه-، (أو ألحق به نقضًا في نفسِه)، وذا ممَّا يتعلَّقُ بخُلُقِه وخِلْقَته (أوْ نسبه)، كأنْ يُفضِّلَ أحدًا على قومِه وأصوله، وكأن يقول:"إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن قرشيًّا"، فإنه كَفَر، كما صَرَّح به الفقهاء، وليس من تنقيصِ النسبِ ما وقع من الاختلافِ في إسلام أبوَيْه -كما هو ظاهر-.
(أو دينه) أي: نَقَصَ شريعتَه أو نَسَبَه لقُصورٍ، فيما يجبُ منها (أو خَصلةٍ من خصاله) وصفةٍ من صفاته كشجاعتِه وكرمه، (أو عَرَّض به)، أي: قال في حقِّه - صلى الله عليه وسلم - ما لا يَليقُ به تعريضًا لا تصريحًا، (أو شَبَّهه بشيءِ) غيرِ حسنٍ (على طريق السَّبِّ له) بتنقيصِه (أو الإِزراء عليه)، أي: التنقيص له، وإن لم يكن قصَد السَّبَّ، (أو التصغير بشأنه)، أي: تحقيرَه، كتصغير اسمه، أو صفةٍ من صفاته (أو الغضِّ منه) بمعنى، (أو العيب له، فهو سابٌّ)، أي: كالسابِّ معنًى.
(وكذلك مَن لَعَنه، أوْ دعا عليه، أو تَمنَّى له مَضَرَّةً له، أوْ نَسَب إليه ما لا يَليق بمنصِبه)، أي: بأصلِه وحسَبه، وهذا هو حقيقة المَنصِبِ (على طريق الذَّمِّ) له (أو عَبَثَ) أي: ما قاله على طريقِ الهزل والمُجونِ (في جِهتِه العزيزة)، أي: بشيءٍ له تعلُّقٌ بجانبه الشريف (بسُخفٍ من الكلام وهُجْرٍ، ومُنكَرٍ من القول وزور، أو عَيَّره بشيءٍ مما جرى من البلاءِ والمِحنةِ عليه)، (أو غَمَصَه)، أي: نَقَص من قَدْرِه - صلى الله عليه وسلم - (ببعضِ العوارضِ البشريةِ الجائزةِ