ولما أجمع بنو هاشم بقيادةِ أبي طالبٍ على حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو لم يكونوا على دِينه، لدافع العصبيةِ القَبَلية، خَرَج أبو لهبٍ على إخوته، وحالَفَ عليهم قريشًا، وكان معهم في الصحيفة التي كتبوها بمقاطعةِ بني هاشم وتجويعهم؛ كي يُسلِموا لهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وكان قد خَطَب بنتي الرسول- صلى الله عليه وسلم - "رقية وأمَّ كلثوم"، لولديه قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم -، فلما كانت البعثةُ أمرهما بتطليقهما، حتى يُثقِلَ كاهلَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بهما.
{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}.
° قال ابن عباس- رضي الله عنه -: {وَمَا كَسَبَ}، "يعني: ولدَه" .. وروي عن عائشة ومجاهد وعطاء والحسن وابن سيرين مثله.
لما دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قومَه إلى الإِيمان، قال أبو لهب: إنْ كان ما يقول ابن أخي حقًّا، فإني أفتدي نفسي يومَ القيامة من العذاب بمالي وولدي، قال الله -عز وجل- لنبيه محمد طنهه:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}[الكوثر: ٣].
° قال القاسمي:"قال الشهاب: والذي صحَّحه أهلُ الأثر أن أولادَه -لعنه الله - ثلاثة: مُعتِّب، وعُتبة، وهما أسلما، وعُتيبة -مصغَّرًا- وهذا هو الذي دعا عليه النبي- صلى الله عليه وسلم - لما جاهر بإيذائه وعداوته، ورَدَّ ابنته وطلَّقها، وقال صلوات الله عليه وسلامه: "اللهم سَلِّط عليه كلبًا من كللابك"، وفيه يقول حسان - رضي الله عنه -: