للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومِن ردودِ أفعالِ الصحابة - رضي الله عنهم - بحَضرتِه - صلى الله عليه وسلم -:

° مقولاتُ عمرَ بنِ الخطاب المتعددة: "دعنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ"، وما شابهها، كما كان مع عبدِ الله بن أُبيٍّ رأس المنافقين لَمَّا قال: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: ٨] (١).

° وكما حَصَل مع ذِي الخويصرةِ اليماني الذي قال: "اعْدِلْ يا رسولَ الله" (٢).

ولذلك فإن ردودَ أفعالِ المسلمين تُجاهَ هذا السبِّ لِخيرِ من وَطِئت قدماهُ الأرض، مهمٌّ جدًّا؛ لأنه نوعٌ من إنكارِ المنكر أولاً، وهو أمرٌ وجب، بل هذا من أعظمِ المنكراتِ التي يجبُ إنكارها، وقد أَمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بتغييرِ المنكرِ باليد، فإن لم يُستَطع فباللسان، فإن لم يُستَطع فبالقلب، قال: "وذلك أضعفُ الإيمان"، وفي حديثٍ آخر: "وليس وراءَ ذلك من الإيمانِ حبَّةُ خردلٍ" (٣).

وثانيًا: من أجل تقزيم هؤلاء المعتدِين والمفترِين، كي لا يستمرؤوا هذا السبَّ والاعتداء.

أمَّا ألاَّ يكونَ هناك غَيرةٌ على حرماتِ الله، ولا يتمعَّرُ وجهُنا غَيرةً وغضبًا؛ فيُسَبُّ دينُ الله، ويُسَبُّ نبيُّنا، دون أن يُحرِّكَ ذلك فينا ساكنًا؛ فهذه واللهِ هي الكارثة.


(١) انظر البخاري (٤٩٠٥).
(٢) البخاري (٣٣٤١) ومسلم (١٦٧٥).
(٣) رواه مسلم (٤٦٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>