للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُؤتَى إليهِ قطُّ حتَّى تُنتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ، فينتقِمُ لله" (١).

* بل إِن التعاملَ بردِّ الفعلِ أمرٌ جِبِلِّي:

° ولقد أحسن الإمامُ الشافعي -رحمه الله - حين قال: "مَن استُغضب ولم يَغضب فهو حمار"!! (٢).

فالإنسانُ مجموعةٌ من الأحاسيسِ والمشاعر، فلابد أن يتأثرَ بما يدورُ حوله ويكونَ له ردُّ فعل عليه.

° والميْتُ هو الذي لا يوجدُ لديه ردودُ أفعال، كما قال الشاعر:

جَرَحوه فَمَا تألَّم جُرْحًا … ما لِجُرحٍ بِميِّتٍ إيلامُ

* ومن أمثلة ردودِ الأفعال من السنة:

قُنُوتُه - صلى الله عليه وسلم - شهرًا على رِعْلٍ وذَكْوانَ وبعضِ أحياءِ العرب لمَّا غَدَروا بالقُرَّاء في "بئر معونة" (٣)، ودعوتُه - صلى الله عليه وسلم - للبيعةِ على القتالِ لَمَّا بلغته شائعةُ قتلِ عثمانَ في الحديبية، ثم لَمَّا تبيَّن كَذِبَ الشائعةِ كان الصلحُ (٤).

وكغَضَبه - صلى الله عليه وسلم - حينما اختَصم أصحابُه في القَدَر، حتى كأنما يُفقَأ في وجهه حَبُّ الرُّمان -كما عبَّر الراوي (٥) -.

وغيرُ ذلك كثيرٌ مِن صُورِ غضبِه - صلى الله عليه وسلم - تفاعلاً مع ما يَطَّلع عليه أو يُنقل إليه من أقوالٍ أو أفعال.


(١) رواه البخاري (٦٢٨٨).
(٢) "سير أعلام النبلاء" (١٠/ ٤٣).
(٣) انظر "البخاري" (٣٠٦٤) ومسلم (٦٧٧).
(٤) انظر "المصنف" لابن أبي شيبة مرويَّات غزوة الحديبية (ص ١٢٤).
(٥) انظر "سنن ابن ماجه" (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>