للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصل، وصحِّحوا ما اعترى أنفسَكم من غَلَطِ الحياة وتحريفِ الإِنسانية.

هو نَبع في الأرض لمعاني النور بإزاءِ الشمس نَبْع النور في السماء.

مِن أين تَدَبَّرْتَ هذه النفسَ العظيمةَ، رأيتَها تَنبسط على الإِنسانية كالشمس في الأفق الأعلى تنبسط وتضحَى.

* قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥، ٤٦]. وهو حاملُ النور إلى البشرية .. نورِ الوحي.

* وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: ١٥، ١٦].

° قال العلامة ابن جرير الطبري: "قد جاءكم يا أهلَ التوراة والإنجيل {مِنَ اللَّهِ نُورٌ} يعني بالنور محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الذي أنار اللهُ به الحق، وأظهر به الإسلام، ومَحق به الشرك، فهو نورٌ لمن استَنَار به، يُبيِّن الحقَّ، ومِن إنارته الحق تبيينُه لليهود كثيرًا مما كانوا يُخفون من الكتاب .. قد جاءكم من الله تعالى النورُ الذي أنار لكم به معالِمَ الحق" (١).

نورٌ تُشرقُ به كينونةُ الإنسان عند الإيمان به وبما جاء به، فتَشِفُّ وتَخِفُّ وتَرِفُّ، ويُشرقُ به كل شيء أمامه، فيَتَّضحُ ويتكشَّفُ ويستقيم.

ثقلة الطين في كِيانه، وظُلمةُ التراب، وكثافةُ اللحم والدم، وعَرامةُ الشهوة والنزوة، كلُّ أولئك يُشرقُ ويُضيء ويتجلَّى .. تَخِفُّ الثقْلة،


(١) "تفسير الطبري" (٨/ ٢٦٤) - طبع دار هجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>