للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتُشرقُ الظلمة، وتَرقُّ الكثافة، وترِقُّ العرامة .. واللَّبس والغَبَشُ في الرؤية، والتأرجُح، والتردُّد في الخُطوة، والحَيرة والشرودُ في الاتجاه والطريقِ البهيم الذي لا معالم فيه: كل أولئك يشرقُ ويضيء ويتجلَّى .. يتضحُ الهَدَف، ويستقيمُ الطريقُ إليه، وتستقيمُ النفسُ على الطريق.

° ولله درُّ القائل في نبي الله - صلى الله عليه وسلم -:

وأبيضُ يُستسقَى الغمامُ بوَجهه … ثُمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

° ولله درُّ القائل:

كأن الثُرَيَّا عُلِّقَتْ بجبينه … وفي جِيْدِه الشِّعْرَى وفي وجِههِ القَمَرُ

عليه جَلالُ المَجْدِ لوْ أنَّ وَجْهَهُ … أضَاءَ بليلٍ هلَّلَ البَدْوُ والحَضَر

° عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "لَما كانَ اليوم الذي دخَل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، أضاءَ منها كُلُّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كلُّ شيء، وما نَفَضْنَا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأَيْدِي -وإِنَّا لَفِي دفْنِه- حتى أنكَرْنَا قُلُوبَنا" (١).

وهو حامل النور -القرآن- إلى البشرية:

* قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: ٥٢].

وأعظمُ مِنَّةٍ وتكريم يَمُنُّ الله به ويورِدُه في كتابه الكريم هذا المثل:


(١) حديث صحيح: رواه أحمد، والترمذي وقال حسن صحيح، وكذا رواه ابن ماجه، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>