قد كنتَ قرآنا يسيرُ أمامَهم … وبك اقتدَوا فأضاءت الأفكارُ
عَمَروا القلوب كما عَمرتَ، فما مضوا … إلاَّ وأفئدَةُ العباد عَمَارُ
لو أطلق الكونُ الفسيحُ لسانَه … لسَرَتْ إليك بمَدْحِه الأشعارُ
لو قيل: مَنْ خيرُ العباد؟ لردَّدتْ … أصواتُ مَنْ سَمِعوا: هو المختارُ
لمَ لا تكونُ؟ وأنتَ أفضلُ مُرسَلٍ … وأعزُّ مَنْ رَسَوا الطريقَ وساروا
ما أنتَ إلا الشَّمْسُ يَمْلأُ نورُها … آفاقَنا، مهما أُثيرَ غُبارُ
ما أنت إلا أحمدُ المحمودُ في … كلِّ الأمور، بذاكَ يَشْهَد غَارُ
والكعبةُ الغرَّاءُ تشهدُ مثلما … شَهِدَ المَقامُ ورُكْنُها والدَّارُ
يا خَيرَ مَنْ صلَّى وصامَ وخيرَ مَنْ … قاد الحجيجَ وخيرَ مَنْ يَشْتَارُ
سَقَطَتْ مكانةُ شاتمٍ، وجزاؤه، .. إنْ لم يَتُبْ ممَّا جناه، النَّارُ
لكأنني بخُطاه تأكُلُ بعضَها .. وَهَنًا، وقد ثَقُلَتْ بها الأوزارُ
ما نال منك منافقٌ أو كافرٌ … بَلْ منه نالتْ ذلَّةٌ وصَغَارُ
حلَّقْتَ في الأُفقِ البعيدِ، فلا يَدٌ … وَصَلتْ إليك ولَا فَمٌ مِهْذَارُ
وَسكَنْتَ في الفردوسِ سُكْنَى مَنْ به … وبدينه يتكفَّلُ القَهَّارُ
أعلاكَ ربُّكَ همَّةً ومكانةً … فلك السُّموُّ وللحسود بَوارُ
إنَّا ليُؤْلمنا تَطاولُ كافرٍ … مَلَأَتْ مشاربَ نفسِه الأَقذارُ
وَيزيدُنا ألَمًا تخاذُلُ أمَّةٍ … يشكو اندحارَ غثائِها المِليارُ
وقفتْ على باب الخضوع أمامَها … وَهَنُ القلوب، وخَلفَها الكُفَّارُ
يا ليتَها صانتْ محارمَ دارِها … من قبل أَنْ يَتَحَرَّكَ الإعصارُ