للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا خيرَ مَنْ وطئ الثرى، في عصرنا … جيشُ الرذَّيلة والهوى جَرَّارُ

في عصرنا احتدم المحيطُ ولم يَزَلْ … متخبِّطا في مَوجِه البحَّارُ

جمحتْ عقولُ الناس، طاشَ بها الهوى … ومِن الهوى تتسرَّب الأخطارُ

أنت البشير لهم، وأنتَ نذيرهم … نِعم البشارةُ منك والإنذارُ

لكنهم بهوى النفوسِ تشرَّبوا … فأصابَهم غَبَشُ الظُّنُون وحَاروا

صَبَغوا الحضارةَ بالرَّذِيلة، فالْتقى … بالذئبِ فيها الثعْلَبُ المكَّارُ

ما "دانمركُ" القوم، ما "نَرويجهم"؟ … يُصغِي الرُّعاةُ وتَفهم الأبقارُ

ما بالهم سكتوا على سفهائهم … حتى تمادى الشرُّ والأشرارُ؟!

عجبًا لهذا الحقدِ يَجري مثلَما … يجري "صديدٌ" في القلوب، و"قَارُ"

يا عصرَ إلحادِ العقولِ، لقد جرى … بك في طريقِ المُوبِقاتِ قِطارُ

قَرُبَتْ خُطاكَ من النهايةَ، فانتبهْ … فلربَّما تتحطَّم الأسوارُ

إني أقولُ، وللدموع حكايةٌ … عن مِثلِها تتحدَّث الأمطارُ:

إنَّا لنعلمُ أنَّ قَدْرَ نبيِّنا … أسمى، وأن الشانئين صغَارُ

لكنَّه ألمُ المحبِّ يزيده … شرفًا، وفيه لمن يُحبُّ فَخَارُ

يُشقِي غُفَاةَ القومِ موتُ قلوبهم … ويذوقْ طعمَ الرَّاحةِ الأخيارُ (١)

* * *


(١) (مجلة حورية- العدد الرابع- المحرم ١٤٢٧ هـ- (ص ٢٠ - ٢١) - وقد وردت في مواقع أخرى بعنوان "هو المختار" بتاريخ (٢٨/ ١٢/ ١٤٢٦ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>