للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلِيلُ اللهِ لَمْ يَرْضَ سِوَاهَا … كَذَاكَ خَلِيلُ رَبِّ العَالَمِينَا (١)

كَفَرْنَا بِالكَفُورِ وَقَدْ بَرِئْنَا … إلَى الرحْمَنِ منْهُمْ أجْمَعِينَا

وَنَهْجُرُ سُنَّة هُمْ سَالِكُوهَا … وَنَحْمِي سُنَّةَ المَبْعُوث فِينَا

فَمَا دِين سِوَى الإسْلامَ إلاَّ … يَدِينُ ذَوُوهُ (إبلِيسَ) اللَّعِينَا

وَمَا الإسلامُ اسمٌ وانتسَابٌ … بِلَا عَمَلٍ نَكُونُ مُحَقِّقِينا

تَذكَّرْ غَزْوَتَيْ (أُحُد) (٢) وَ (بَدْرٍ) (٣) … عِتَابُ الله نَالَ المُؤمِنِينَا

تَذكَّرْ خَوْفَ (فارُوق) وَمَاذَا … تخوَّفَهُ وَنَحْنُ الآمِنُوناَ! (٤)

فَوَاغَوْثَا .. أنأمَنُ بَعْدَ هَذا؟! … وَنَحْنُ عَنِ الهُدَاةِ مُبَاعِدُونا

فَيَا رَبَّاهُ، يَا مَنْ لَا يُضَاهَى … ولَا مِثْلٌ لَهُ فِي العَالَمِينَا

سَألنَاكَ انتصَارًا عَنْ قَرِيب … لِدِينِكَ ربَنَا نصْرًا مُبِينا

وَصَلَّى الله ربِّي مَعْ سَلَامٍ … على خَيْرِ البَرِيَّةِ أجْمَعِينا


(١) الخليل في الشطر الأول هو النبي الكريم "إبراهيم"، وفي الشطر الثاني هو النبي الكريم "محمد"- صلى الله عليه وسلم - والذي بينه وبين أبيه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وبين الكفار -ولا يرضون سواه- هو تحقيق قوله تعالى: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: ٤].
(٢) وذلك في إدالة المشركين على المسلمين لمخالفة الرُّمَاة.
(٣) كما في قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: ٦٨]، وذلك في شأن الأسرى يوم بدر، والحديث أخرجه بتمامه الإِمام أحمد في "مسنده" (٢٠٨)، وإسناده صحيح.
(٤) عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: "دُعي (أمير المؤمنين) الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
لجنازة، فخرج فيها أو يريدها، فتعلقت به فقلت: "اجلس يا أمير المؤمنين؛ فإنه من أولئك -يعني المنافقين"، فقال: "نشدتك بالله .. أنا منهم؟! "، قال: "لا ولا أبرئُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>