للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكريمة" (١). فكان جزاؤُه من جنسِ قوله للرسول - صلى الله عليه وسلم - بمكة.

° قال حسان:

لَقَدْ وَرِثَ الضلَالَةَ عَنْ أَبيه … أُبيٌ يَوْمَ بَارَزَهُ الرسولُ

أَتَيْتَ إِلَيْهِ تَحْمِلُ رِمَّ عَظَمٍ … وتُوعِدُهُ وَأَنْتَ بِهِ جَهُولُ

° وقال أيضًا:

ألَا مَنْ مُبلِغٍ عَنِّي أُبيًّا … فَقَدْ أُلْقِيتَ فِي سُحْقِ السَّعيرِ

تمَنَّى بِالضَّلَالَةِ مِنْ بَعِيد … وَتُقْسِمُ إِنْ قَدَرْتَ مَعَ النُّذُورِ

تمنِّيكَ الأمَانِيَ مِنْ بَعِيد … وَقَوْلُ الكُفْرِ يَرْجِعُ فِي عُرُورِ

فَقَد لَاقَتْكَ طَعْنَةُ ذِي حِفَاظ (٢) … كَرِيم الْبَيْتِ لَيْسَ بِذِي فُجُورِ

لَهْ فَضْلٌ عَلَى الأحْيَاءِ طُرًّا … إِذَا نَابَتْ مَلمَّاتُ الأمُوُرِ

° ولله درُّ أحمد محرم إذْ يقول عن أُبيٍّ ومَقتله:

دَلَفوا إليه، وظنَّ أكذبُهم مُنًى … أنْ قدْ سَقَتْهُ يداه كأسَ حِمَامِهِ

أكذاك ينخَدِعُ الغَبِيُّ وهكذا … يتخبَّطُ المَفتونُ في أوهامهِ؟

مهلاً أُبَيُّ لقد رَكبْتَ عَظِيمةً … وأردتَ صَرْحًا لستَ من هُدَّامِهِ

صَرحٌ بناهُ اللهُ أوَّلَ ما بَنَى … وأطالَ من عِرْنِينِهِ وسنامِهِ

لا يَبلغُ البَاني ذُراهُ، ولا يُرَى … في الداعِمِين بناؤه كدِعامِهِ

أقدِمْ فخُذْها طعنةً من باسلٍ … يغتالُ عَزْمَ الليثِ في إِقدامِهِ


(١) "سلسلة معارك الإسلام - أحُد" (ص ١٦٣).
(٢) الحفاظ: الغضب في الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>