يا جاحِدًا لِلحَقِّ هل بدِيارِكُمْ … لم يَبْقَ ذِكْرٌ للعَدالةِ أو عَلمْ؟
هلاَّ أقمْتَ لِما افتَرْيتَ دَليلهُ … إنَّ الدَّليلَ لِكُلِّ قوْلٍ يُلتَزَمْ
هَلْ يَقتُلُ المُخْتارُ شَيْخًا فانِيًا … هَلْ يَقبَلُ المُخْتارُ نَقضًا لِلذِّمَمْ؟
هَلْ مَثَّلَ المختارُ أن قتَلَ النِّسا … هَلْ أهْلكَ المُخْتارُ شَعبًا وانتقمْ؟
فَهُوَ الطَّبيبُ بحَربْه وبسِلمِهِ … يَجْتَثُّ أسْبابَ الشِّكَايَةِ والسَّقمْ
فيُزيلُ أنظمةً تُجَرِّع شَعْبَها … كَأسَ المَذلةِ والعِبادَةِ لِلصَّنَمْ
كَيْ يُشْرِقَ التوْحِيدُ فِي أرْجائِها … ولِيَشْكُرَ المَخْلوقُ مَنْ أسْدَى النِّعَمْ
هذا جهادُ نَبيِّنَا وَمُرَادُهُ … فاذْكُرْ مَقاصِدَ حَرْبكُمْ كُلَّ الأمَمْ
ولتَسْألِ (البوسْنا) تُجِبْكَ نِساؤها … الثَكْلى وَقبْرٌ جامِعٌ وبحارُ دَمْ
بَلْ سائلِ (الشِّيشانَ) مَنْ أوْرَى … بها نارًا أحَاطتْ بالسِّهولِ وبالقِمَمْ؟
والمسجدُ الأقصى يَئنُّ بجُرْحِه … بَيْنَ الجماجم سائلاً أينَ القِيَمْ؟
مَنْ أجَّجَ الحَرْبَيْنِ فتكًا بالوَرَى … أمُحَمَّدٌ أمْ هُمْ أساطِينُ العَجَمْ؟
فاسْأل (هِيروشيما) أو أسألْ أخْتَها … لَمْ يَنْجُ مِنْ إنْسٍ ولا صَخْرٍ أصَمْ
فَهَلِ الدفاعُ عَنِ الحقوقِ جريمةٌ … والظلمُ والعُدوانُ حقٌّ يُحتَرَمْ؟!
* * *
يا جَاحِدًا للحقِّ رَغْمَ وُضُوحِهِ … أبأرْضِكُمْ زمنُ العُقولِ قدِ انصَرَمْ؟
هلاَّ تُقارِنُ بَينَ هَدْيِ مُحمدٍ … ونُصوصِ أسَفارِ الضَّلالةِ عِنَدكُمْ؟
هلاَّ بَصُرْتُمْ نُورَهُ بَدَلَ العَمَى … هلا سَمِعْتُمْ قولهُ بَدَلَ الصَّمَمْ؟؟
هَلاَّ لآيات الكتاب عقلتمُ … هِيَ لِلفَلاحِ صِرَاطُهُ الحَقُّ الأتَمْ