للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعَثْتُ لَهُ فَقَالَ: مَنِ المُنادِي؟ … فَقُلتُ: أخوكَ عَبَّادُ بنُ بشرِ (١)

وَهَذِي دِرْعُنَا رُهُنًا فَخُذْهَا … لِشَهْر إِنْ وَفَى أَوْ نِصْفِ شَهْرِ

فَقَالَ: مَعَاشِرٌ سَغَبُوا وَجَاعُوا … وَمَا عُدِمُوا الغِنَى مِنْ غَيْرِ فَقْرِ

فَأقْبَلَ نَحْوَنَا يَهْوِي سَرِيعًا … وَقَالَ لنَا: لَقَدْ جئْتُم لأَمْرِ

وَفِي أَيْمَانِنَا بِيضٌ حِدَادٌ … مُجَربةٌ بهَا الكُفَّاَرَ نَفرِي

فَعَانَقَهُ ابْنُ مَسْلَمَةَ المُرَدَّى … بِهِ الكُفَّاَرُ كاللَّيْثِ الهِزِبْرِ

وَشَدَّ بسَيفِهِ صَلتًا عَلَيهِ … فَقَطَرَهُ أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبرِ

وَكَانَ اللًّهُ سَادِسَنَا فَأُبنَا … بِأنْعَم نِعْمَة وَأَعَز نَصْرٍ

وَجَاءَ بِرَأسِهِ نَفَرٌ كِرَامٌ … هُمُو نَاهِيكً مِنْ صِدْقٍ وَبِرِّ

° وقال كعب بن مالك في قتل ابن الأشرف:

فغودرَ منْهمُ كَعْبٌ صَرِيعًا … فَذَلَّتْ بَعْدَ مَصْرَعِهِ النَّضِيرُ

عَلَى الكَفَّيْنِ ثُمَّ وَقَدْ عَلَتْهُ … بَأيْدِينَا مُشَهَرَةً ذُكُورُ

بِأَمْرِ مُحَمِّدٍ إِذْ دَسَّ لَيْلاً … إِلَى كعْبٍ أخَا كعْبٍ يَسِيرُ

فَمَا كَرْهِ فَأنْزَلَهُ بِمَكْرٍ … وَمَحْمُودٌ أخُو ثِقَةٍ جَسُورُ

° ولله دَرُّ من نظم هذه السَّرية شعرًا فقال:

يَا نَاقِضَ العَهدِ لَا شَكْوَى وَلَا أَسَفُ … اللهُ مُنتقِمٌ والسيفُ مُنتصِفُ

تَهْجُو النَّبِي وتُغرِي المُشرِكينَ به … مَهْلاً لكَ الويلُ مَاذَا أنتَ مُقترِفُ

كَمْ جِيفَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فِيكَ مُنكَرَةٍ … لَمَّا تَرَدَّتْ بِبَدْرٍ تِلكُمُ الجِيَفُ


(١) وفى مصدر آخر:
فعُدتُ فقال من هذا المنادي … فقلت أخوك عبَّاد بن بشر

<<  <  ج: ص:  >  >>