للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنَّ الوَلِيمةَ أخْزَى اللهُ صَانِعَها … كَانَتْ ضِرَارًا فَلَا وُدٌّ وَلَا لَطَفُ

أتحسَبونَ رسولَ اللهِ يَجهلُها … مَكِيدةٌ لا فَضَحَتْ أسرارَها السُّجُفُ (١)

بل أظهرَ اللهُ مَا تُخفونَ فانكشفَتْ … يا وَيَلكم أيُّ خاف ليس يَنكشِفُ؟

لقد هَممتُمْ بمن لاحَيَّ يَعدِلُه … إن نُوزِعَ المجدُ بين الناسِ والشرفُ

يا ويلَ من ظن أن الله يَخذُلُه … أنه من يمينِ اللهِ يُختَطَفُ

يا كعبُ ما لَكَ تُؤذيهِ وتُنكِرُه … ما الوُلوعُ بقولِ الزورِ والشغَفُ

جعلتَ مالَكَ للأحبارِ مفسدةً … يُمتاحُ فيها الأذَى حينًا ويُغتَرفُ (٢)

رَمَوْك بالحق لما رُحتَ تسألُهم … وأعلنوا من يقينِ الأمرِ ما عَرَفوا

فقلتَ: عُودوا فما عندِي لكم صِلَة … جَفَّ المَعِينُ فلا قَصْدٌ ولا سَرَفُ

حَسْبِي الحقوقُ فمالِي لا يجاوزُها … إلى الفُصولِ وما عن ذاكَ مُنصرَفُ

عادوا يقولونَ: ما أشقاهُ من رَجُلٍ … لا يرتضِي القولَ إلا حينَ ينحرِفُ

ثم انثَنَوا ينطقون الزورَ فانقلبوا … بالمالِ يَصدِفُ عنه المعشرُ الأُنُفُ (٣)

بئسَ العطاءُ وبِئسَ القومُ أمرُهُم … وأمرُ سيدهم في الغَي مُؤتلِفُ

هُمُ اليهودُ، لَو أنَّ المالَ لاح لهم … في عَيْنِ مُوسى كليم اللهِ ما صَدَفوا


(١) الأستار.
(٢) جاءه أحبار اليهود، ليأخذوا صِلَتهم على عادتهم، فقال لهم: ما عندكم من أمر هذا الرجل "النبي"؟! قالوا: هو الذى كنا ننتظره، ما أنكرنا من نعوته شيئًا!!. قال: قد حُرِمْتُمْ كثيرًا من الخير، ارجعوا إلى أهليكم، فإن الحقوق في مالي كثير!!. فرجعوا عنه خائبين، ثم رجعوا إليه وقالوا: إنا عجلنا فيما أخبرناك به، وليس هو المنتظر!!. فرضي عنهم، ووصلهم، وجعل لكل من تابعهم من الأحبار شيئًا من ماله.
وَمَتَحَ الْمَاءَ وامْتَاحَهُ: نَزَعهُ.
(٣) جمع أُنوف، وهو: الشديد الأنفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>