للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي سعيد الخُدريِّ - رضي الله عنه - قال: "قال لي ابنُ صائد -وأخذَتْني منه ذمامةٌ (١) -: هذا عَذَرْتُ الناسَ .. ما لي وما لكم يا أصحابَ محمد؟! ألم يقُل نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه يهوديٌّ"، وقد أسلمتُ؟ قال: "ولا يولَدُ له"، وقد وُلدِ لي؟ وقال: "إنَّ الله قد حَرَّم عليه مكةَ"، وقد حججتُ؟!.

قال: فما زال حتى كاد أن يأخذَ فيَّ قولُه. قال: فقال له: أمَا واللهِ إني لأعلم الآن حيث هو، وأعرفُ أباه وأُمَّه، قال: وقيل له: أيَسُرُّك أنك ذاك الرَّجُل؟ فقال: لو عُرض عليَّ ما كَرِهتُ" (٢).

° فابنُ صياد لا يكره أن يكونَ هو الدجَّال، ويزعم أنه يَعرفُ مولدَ الدجَّال ومكانه: فعن أبي سعيد الخدري قال: "صحبتُ ابنَ صائد إلى مكة، فقال: أمَا قد لقيتُ من الناس! يزعمون أنِّي الدجَّال، ألستَ سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنه لا يُولَدُ له قلت: بلى، قال: فقد وُلِد لي، أو ليس قد سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يدخلُ المدينةَ ولا مكة قلت: بلى. فقال: فقد وُلِدت بالمدينة، وها أنذا أريد مكة. قال: ثم قال لي في آخِرِ قولِه: أمَا واللهِ إني لأعلمُ مولدَه ومكانَه وأين هو؟ قال: فلبَّسني (٣) " (٤).

° وكان عمرُ بنُ الخطاب وابنُه وأبو ذرٍّ وابنُ مسعود يقولون: "إنَّ ابن صيَّاد المسيحُ الدجال".

° فعن محمدِ بنِ المنكدر قال: "رأيتُ جابرَ بنَ عبد الله يحلفُ باللهِ: إن ابنَ صياد الدجُّال. قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعتُ عمرَ يحلفُ


(١) الذَّمامة: الحياء والإشفاق.
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٤٢).
(٣) لبَّسني. أي: جعلني ألتبس في أمره.
(٤) أخرجه مسلم (٢٩٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>