للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروجِ الأسود، وخرج معاذ حتى لَحِقَ بأبي موسى وهو بمأربَ، فلَحقا بحَضْرموتِ.

ولَحِقَ بفَروةَ مَن تمَّ على إسلامه من مَذحج، واستتبَّ للأسود مُلْكُ اليمن، ولَحِق أمراءُ اليمن بالطاهر بن أبي هالةَ، إلاَّ عمرًا وخالدًا، فإنهما رَجَعا إلى المدينة والطاهرُ يومئذٍ بجبال عَكٍّ وجبالِ صنعاء، وغَلَب الأسودُ على ما بين مفازةِ حَضْرَمَوْتَ إلى الطائف إلى البحرين والإِحساءِ إلى عَدَن، واستطار أمرُه كالحريق، وكان معه سَبعُمِئة فارس يومَ لَقِي شهرًا سوى الركبان، واستَغْلَظَ أمرُه، وكان خليفتُه في مذحج عمرُو بن مَعدِيكرب، وكان خليفتُه على جُنده قيسَ بنَ عبدِ يغوث، وأمرُ الأبناء إلى فيروز وداذويه، وكان الأسودُ تزوج امرأةَ شهرِ بنِ باذان بعد قَتْلِه، وهي ابنةُ عمِّ فيروز، وخاف مَن بحَضْرَمَوْتَ من المسلمين أن يبعثَ إليهم جيشًا أو يَظهرَ بها كذَّابٌ مثل الأسود، فتزوَّج معاذٌ إلى السَكُون فعطفوا عليه.

وجاء إليهم وإلى مَن باليمن من المسلمين كتابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرُهم بقتالِ الأسود، فقام معاذٌ في ذلك، وقَوِيت نفوسُ المسلمين، وكان الذي قدم بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبْرُ بنُ يُحَنَّسَ الأزديُّ، قال جشنس الدَّيلميُّ: فجاءتنا كُتُب النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بقتاله، إما مصادمةً، أو غِيلةً؛ يعني إليه وإلى فيروز (١) وداذويه، وأن نُكاتِبَ من عنده دين، فعملنا في ذلك، فرأينا أمراً


= وأخرجوا المرأةَ وما أحبُّوا من مَتاع البيْت، وأرسلوا الخبر إلى المدينة، فوافى بذلك عند وفاةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) هو الصحابي المبارك أبو عبد الرحمن، وأبو الضحاك، وأبو عبد الله، فيروز الديلمي من الأبناء، والأبناء هم ولد الفُرْس لمساعدة سيف بن ذي يزن على طرد الأحابيش وهم من =

<<  <  ج: ص:  >  >>