للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَنْزُوا شَبَامٌ حَوْلَ أعْوَادِهِ ...... وَتَحْمِلُ الَوَحْيَ لهُ شَاكِرُ

محمَرَّةً أَعْيُنُهُمْ حَوْلَهُ ...... كأنَّهُنَّ الحُمُّصُ الحَادِرُ

وهذا وأمثالُه مما يدلُّ على قِلَّةِ عقل المختار وأتباعه، وضعفه وقِلةِ عِلمه، وكثرةِ جهله، ورَدَاءةِ فَهمه، أو ترويجِه الباطلَ على أتباعه، وتشبيهِه الباطل بالحق، ليُضِلَّ به الطَّغام، ويَجمعَ عليه جُهَّالَ العوام.

° قال عبدُ القاهر البغدادي: "لما تَمَّت ولايةُ الكوفة والجزيرة والعراقَين إلى حدودِ أرمينية تكهَّن بعد ذلك، وسَجَع كأسجاع الكهنة.

ثم إنَّ المختارَ خَدَعَتْه السبئيةُ الغلاةُ من الرافضة؛ فقالوا له: "أنت حُجَّةُ هذا الزمان"، وحَمَلوه على دعوى النبوة، فادعاها عند خواصِّه، وزعم أن الوحيَ ينزلُ عليه.

ثم إنَّ أهلَ الكوفة خرجوا على المختار لَمَّا تكهَّن، واجتَمعت السبئيةُ إليه مع عبيد أهل الكوفة؛ لأنه وَعَدهم أن يعطيَهم أموالَ ساداتهم، وقاتل بهم الخارجين عليه، فظَفِر بهم، وقَتَل منهم الكثير، وأسَرَ جماعةً منهم، وكان في الأُسَرَاء رجلٌ يقال له: "سُراقة بن مِرداس البارقي"، فقُدِّم إلى المختار، وخاف البارقيُّ أن يأمرَ بقتله، فقال للذين أسَروه وقدَّموه إلى المختار: ما أنتم أسرتمونا، ولا أنتم هزمتمونا بعُدَّتكم، وإنما هَزَمنا الملائكة الذين رأيناهم على الخيل البُلْق فوقَ عَسكركم، فأَعجبَ المختارَ قوله هذا، فأطلق عنه، فلَحِق بمصعبِ بنِ الزبير بالبصرة، وكتب منها إلى المختار هذه الأبيات:

أَلَا أَبْلِغ أَبَا إِسْحَاقَ عَنِّي ...... رَأَيتُ البُلق دُهْمًاً مُصمَتَاتِ

أرَى عَيَنَيَّ مَا لمْ تَنْظُرَاهُ ...... كِلَانَا عَالمٌ بِالتُّرَّهاتٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>