المختار، فقال: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمرٌ إلاَّ وهو كائنٌ في هذه الأمةِ مِثلُه، وإنه قد كان في بني إسرائيل تابوتٌ يستنصرون به، وإن هذا مِثْلُه، ثم أَمَر فكَشف عنه أثوابَه، وقامت السَّبئية، فرَفَعوا أيديَهم، وكبَّروا ثلاثاً، فقام شِبْث بن رِبعيٍّ فأنكر على الناس، وكاد أن يكفِّرَ مَن يصنعُ بهذا التابوت هذا التعظيم، وأشار بأن يُكسر، ويُخرجَ من المسجد، ويُرمى في الخنس، فشكرها الناسُ لشبث بن رِبعي، فلما قيل: هذا عُبيد الله بن زياد قد أقبل، وبَعَث المختارُ ابنَ الأشتر، بعث معه بالكرسي، يُحمل على بَغلٍ أشهبَ قد غشِّي بأثواب الحرير، عن يمينه سَبعةٌ، وعن يساره سبعة، فلمَّا تواجَهوا مع الشاميين، وغَلبوا الشاميين، وقَتلوا ابن زياد، ازداد تعظيمهم لهذا الكرسيِّ حتى بلغوا به الكفر.
° قال الطفيلُ بن جعدة:"فقلت: إنا للهِ وإنا إليه راجعون، وندمت على ما صنعت".