للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يزعمُ أن جُزءً إِلهيّاً حَلَّ في عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ثم انتقل إليه الجزءُ الإِلهيُّ بنوع من التناسخٌ (١)، وكان يزعم أنه يعرفُ الاسم الأعظم، وأنه يَهزمُ به العسكرَ، وأنه يدعو به الزُّهرة فتجيبه (٢)، ثم زعم أنه هو المذكور في القرآن في قوله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١٣٨]. وقال: "أنا البيان، وأنا الهدى، والموعظة".

زعم بعض أتباعه أنه كان نبيّاً، وأنه نَسَخ بعضَ شريعةِ محمد - صلى الله عليه وسلم - (٣)، بل هو كان يزعم أنه نبيٌّ، ولهذا فقد كَتب كتاباً إلى محمد بن علي بن الحسين الباقر - رضي الله عنه - ودعاه إلى نفسه، وفي كتابه: "أسلم تَسْلَمْ وتَرْتَقِ في سُلَّم، فإنك لا تدري حيث يجعل الله النبوة" .. فأمر الباقر أن يأكلَ الرسولُ قِرطاسَه الذي جاء به، فأكله فمات في الحال، وقد اجتمعت طائفةٌ على بيان ابن سَمعان، ودانوا به وبمذهبه (٤) .. وطائفتُه الخارجة عن الإسلام تُسمَّى "البَيَانية"، واختلف هؤلاء في "بَيَانٍ" زعيمِهم، فمنهم: مَن زعم أنه كان نَبِيّاً، وأنه نَسَخ بعضَ شريعةِ محمد. ومنهم: مَن زعم أنه كان إلهاً، وذَكر هؤلاء أن بياناً قال لهم: "إن رُوحَ الإلهِ تناسخت في الأنبياء والأئمةِ حتى صارت إلى أبي هاشم عبدِ الله بن محمد بن الحنفية، ثم انتقلت منه إليه -يعني نفسه-"، فادَّعى لنفسه الربوبيةَ على مذاهِب الحلولية.


(١) "الملل والنحل" (١/ ١٥٢).
(٢) "الفرق بين الفرق" (ص ٢٢٨)، و "مقالات الإسلاميين" للأشعري (١/ ٦٧).
(٣) "الفرق بين الفِرَق" (ص ٢٣٧).
(٤) "الملل والنِّحل (١/ ١٥٣)، و"ميزان الاعتدال" (١/ ٣٥٧)، و "فِرَق الشيعة" للنُّوبختي (ص ٥٠ - ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>