للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقدِّمون عليه الذين تعلَّم كُتُبَهم المنزَّلةَ عليهم، وشرائعَهم التي شَرَعوها، وأوضاعَهم التي وضعوها، وتحقَّق تأويلاتِها ومعانيَها وحقائقَها، فالخمسةُ الذين بينه وبين ربِّه هم الحدودُ الدينية الذين أَخذ منهم، وتَعلَّم في بَدءِ أمرِه منهم، ورَقَّوه في مراتبِ الدين شيئاً بعد شيءٍ إلى أن بَلغ ذُورتَها، وهم: أُبيٌّ، وزيدُ بن عمرو، وعمرُو بن نفيل، ومَيسرة، وخديجةُ بنتُ خويلد، وهم حدود صاحب الوقت المقيم له المُعلي رُتْبَتَه، المسلِّم له وهو عمُّه أبو طالب" (١).

وخلاصة ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُقِمْه على مَنصبِ النبوَّة، ولَم يَبعثْه رسولاً إَلاَّ أبو طالب، كما أنه لم يُوحِ إليه، ولم يُعلِّمْه ولم يُفِدْه ويُبصِّرْه إلا أُبَيّ، وميسرة، وزيدُ بن حارثة، وعمرو بن نفيل، وبَحيرا الراهب، مع حُجَّة أبي طالب خديجة -رضي الله عنها -، فمحمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هو رسول الربِّ -أي أبي طالب-، وموحّى إليه من قِبَل أُبيٍّ وغيرِه، ومُعَلَّم من قبل خديجة -عياذًا بالله-.

° وهذه نصوصٌ زيادةٌ على ما ذكرناه آنفاً:

° فيقول الحامدي مفسِّرًا وشارحاً كلام المؤيَّد الذي نقله في كتابه:

"وقوله -أي: المؤيَّد الشيرازي- بأربابٍ أدوارٍ تقدَّمت فيها الأنبياءُ والأسبابُ، يدلُّ على أن هذه الأربابَ المتقدِّمة على الأنبياء هم الذين أقاموهم مثل هُنيد مقيم آدم، وهود مقيم لنوح، ومثل صالح لإبراهيم، وآد لسوسي، وخُزَيمة لعيسى، ومثل أبي طالب لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

فهذا معناه في أربابِ النقطاء، والأسباب هم الأوصياء والأئمة


(١) "الأنوار اللطيفة" الفصل الثاني من السرادق الثالث (ص ١٦٠ - ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>