للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضًا: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ}، "يعني: إيضاحَ مقامٍ العينَ "عليٍّ" في كلِّ دور لكونك الداعى إليه" (١).

° وأيضًا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧]، "يعني: بإيضاح مقامٍ "العين"، وكذلك الرحمة لمن اعتَرف بمَقامه في القديم، فجرى على ذلك في الحديث، ثم قال تعالى "للميم": {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ}، يعني: "العين{إِلَهٌ وَاحِدٌ}، يعني: متوحِّدٌ في مقام العظمة" (٢).

ولو أنه قَصَّر في الدعوة إليه لَهَبطت منزلته، وسُلبت منه نبوّتُه ورسالته، كما قال الصوري:

"فأنزل الله على نبيِّهْ ....... أن يُظهرَ النصَّ على وَصيِّهْ

فخاف مِن أصحابِه لعِلمِه ..... بكيدِهم وما نَوَوْا مِن ظُلمهْ

وقيل: لا تُشرك فإن أشركتْ ...... ليُحْبِطنَّ اللهُ ما عَمِلتْ

فقُمْ وبَلِّغْ لا تَخَفْ فرحمتي ...... تنالُك اليومَ وكنْ في عصمتي" (٣)

° وأما أنه إليه الدعوةُ في كلّ عصرٍ وزمان، فكما قاله صاحب "الكشف": "قال النبي - عليه السلام -: {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} [الأنبياء: ٢٤]، أراد بذلك أن الذِّكرَ الذي معي هو الذِّكرُ الذيَ كان يدعو إليه مَن كان قبلي، العلم الذي قام به أميرُ المؤمنين صلواتُ الله عليه الذي إليه


(١) أيضًا تفسير سورة مريم (ص ١٩٩).
(٢) أيضاً تفسير الأنبياء (ص ٢٣٩).
(٣) "القصيدة الصورية" (ص ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>