للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة في كلِّ عصرٍ وزمان {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: ٢٤] أراد بذلك أصحابَ العَقَبة، لأنهم أعرَضوا عن الحقِّ وعن الأقرارِ به، وهو الإمام صلوات الله عليه عنده عِلم ما يحتاج الناس إليه من جميع البلايا والمنايا والوصايا والأسباب والأقسامِ والآجال" (١).

° ونَقل إبراهيمُ الحامدي أيضاً عن جعفر بنِ منصور اليمن أنه قال: "إن الله لا يقبل توبةَ نبيٍّ، ولا اصطفاءَ وَصِيٍّ، ولا إمامةَ وليً، ولا عَملَ طاعةٍ من عاملٍ -ولو تقطَّع في العبادة واجتهد- إلا بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله، فمَن أتى بغيرِ ولايةِ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أُسقطت نبوَّته ووصايتُه وولايته وصالحُ عمله، ولم يَقبل اللهُ منه، ولا زَكَى عَمَلَه، وعليٌّ منه السلام مِن وَلَدِ إسماعيلَ بن إبراهيم، لا مِن ولد إسحاق صلى الله عليهم أجمعين، وأيّ فضلٍ أعظم من هذا الذي ما له شَريك فيه - بل هو مخصوصٌ به وحده؟!.

فكما أن الله واحدٌ أحدٌ فردٌ صَمَد، لا شَريكَ معه في مُلكه، ولا صاحبةَ ولا ولد، كذلك مولانا عليٌّ - عليه السلام - واحدٌ في فَضله، أحدٌ فَردٌ صَمدٌ لا شريكَ له فيه، ليس له كفواً أحد" (٢).

وبمثل ذلك قال الحارثي اليماني (٣).

ومعنى هذا كله أن الأصلَ هو عليٌّ، لا محمدٌ.


(١) "كتاب الكشف" (ص ٨٤).
(٢) "كنز الولد" للحامدي (ص ٢١٨).
(٣) "الأنوار اللطيفة" الفصل الثاني من السرادق الثالث الباب الثالث (ص ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>