للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خِدمة المولى لعبده في هذا الدَّور؛ لأن أصحابَ الدعوةِ الظاهرةِ في الأدوار الماضية - الذين هم أولاد إسحاق -عليه السلام - كانوا حُجَجًا ودُعاةً وخَدَماً لأربابِ الدعوات الباطنية - الذين هم أولاد إسماعيل - عليه السلام -، واجتمعت أولاد إسحاقَ عند ناطق الدور - صلى الله عليه وسلم -، وَجَب في مزيَّةِ عدلِ الله تعالى خِدمةُ أميرِ المؤمنين لمحمد - صلى الله عليه وسلم - قضاء بما سبق من خِدمةِ أولاد إسحاق، ولأولاد إسماعيل ميزانُ العدل قائم، وهذا معنى خدمةِ المولى لعبده، وقيامِه معه بين يديه، وسَعيه معه، ومحاربتِه لأضداده، وقَتلِه لمن أنكر منزلتَه، وجانَبَ عن طاعته وجهادِه لأهل الكفر المعانِدين له، كما كان خادمًا له في دَور إبراهيم وموسى وعيسى، حَذْوا بحذوٍ، لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها" (١).

° وإليه أشار الصُّوري في قصيدته عند ذِكرِ النبيِّ ومحاولةِ الأعداء قتله:

واقتَرَنَ المُبغِضُ بالحسودِ ....... به مِن الكفار واليهودِ

واجتَهدوا في قَتلِه واشتركوا ...... ولو استطاعوا قتلَه لَفَتَكوا

لكن حَمَاه منهم مولاهُ ....... فقام بالفِديةِ واجتباه" (٢)

° فهذه هي العقائدُ الإسماعيلية في النبوة والأنبياء، وفي رسول الله الصادق الأمين، المخالفة لنصوص القرآنِ وصريح السُّنة، والمبنيَّةُ على الكفر المحض، حيث أن الله يقول:

* {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: ٧٥].


(١) "الأنوار اللطيفة" الفصل الثاني من السرادق الثالث من الباب الثاني (ص ١٢٦).
(٢) "القصيدة الصورية" (ص ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>