للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: "ادعُ الناسَ بأن تتقرَّبَ إليهم بما يَمِيلون إليه، وأوْهِمْ كلَّ واحدٍ منهم بأنك منهم، فمن آنَسْتَ منه رُشْدًا فاكشِفْ له الغِطاء، وإذا ظَفِرتَ بالفلسفيِّ فاحتفِظْ به، فعلى الفلاسفة مُعَوَّلُنا، وإنا وإياهم مُجْمِعُون على رد نَوَاميس الأنبياء، وعلى القول بقِدَمِ العالم، لولا ما يخالفنا فيه بعضهم من أن للعالَم مُدبِّراً لا نعرفه".

وذَكَر في هذا الكتاب إبطالَ القول بالمَعَاد والعقاب، وذَكَر فيه أن الجنةَ نعيمُ الدنيا، وأن العذابَ إنما هو اشتغالُ أصحابِ الشرائع بالصَّلاةِ والصيام والحجَ والجهاد.

° وقال أيضاً في هذه الرسالة: "إنَّ أهلَ الشرائع يَعْبُدون إلهًا لا يعرفونه ولا يَحضلون منه إلاَّ على اسمٍ بلا جسم".

° وقال فيها أيضاً: "أكْرِم الدُّهْرِيَّةَ فإنهم منَّا ونحن منهم"، وفي هذا تحقيق نسبة الباطنية إلى الدهرية، والذي يؤكِّد هذا أن المجوس يَدَّعون نبوَّة "زرادشت" ونزولَ الوحيِ عليه من الله تعالى، وأن الصابئين يَدَّعون نبوةَ "هَرمس، وواليس، وذروثيوس، وأفلاطن" وجماعةٍ من الفلاسفة، وسائرُ أصحاب الشرائع كلّ صنفٍ منهم مقِرّون بنزولِ الوحي من السماء على الذين أقرَّوا بنبوتهم، ويقولون: إنَّ ذلك الوحيَ شاملٌ للأمر والنهي والخبرِ


= جعفر الصادق، وكان بسلمية -وهي بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يوميْن، وكانت تعَدُّ من أعمال حِمص-، فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب، واستولى على بلاد المغرب، وأنشأ فيها دولة، وامتدت أيامه بضعاً وعشرين سنة، ثم هلك في شهر ربيع الأول من سنة ٣٢٢ بالمهدية التي بناها، وكان يُظهر الرفض ويبطن الزندقة"، انتهى من "العبر" (٢/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>