للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعطاهم المال، وقرَّر في نفوسهم الدرزيُّ التناسخَ، وأباح لهم شُربَ الخمر والزنا، وأخذَ مالِ مَن خالفهم في عقائدهم وإباحةَ دمه، وأقام عندهم يُبيحُ لهم المحظوراتِ إلى أن انتهى (١).

وأمَّا المَقريزيُ المتعاطفُ مع الإسماعيلية، وفاطميُّ النزعة -كما يُسمَيه البحَّاثةُ الكبيرُ محمد عبد الله عنان-، فقد أقرَّ اتصالَ الدُّرزيَّ بالحاكم حيث كتب: "قدم مصرَ داعٍ أعجميٌّ اسمُه محمدُ بنُ إسماعيل الدرزي، واتَّصل بالحاكم فأنعم عليه، ودعا الناس إلى القولِ بإلاهية الحاكم، فأنكر الناسُ عليه ذلك" (٢).

° "ثم ظَهَر داعٍ آخَرُ اسمُه حمزةُ بنُ أحمد، وتلقَّب بالهادي، وأقام بمسجدِ "تبر" خارج القاهرة، ودعا إلى مقالةِ الدرزي، وبَثَّ دعاتَه في أعمال مصر والشام، وترخَّص في أعمالِ الشريعة، وأباح الأمهاتِ والبناتَ ونحوَهن، وأسقط جميعَ التكاليفِ مِن الصلاة والصوم ونحو ذلك، فاستجاب له خَلقٌ كثيرٌ، فظَهر من حينئذٍ مذهبُ الدُّرزيِّ ببلاد "صيدا وبيروت" وساحل الشام" (٣).

وذكره المؤرِّخون الآخَرون الكثيرون، منهم ابنُ عذارى المراكشي، والذهبي، والخزرج المصري، وابن سعيد الأنطاكي، والمكين بن عميد وغيرهم.


(١) "النجوم الزاهرة" (ص ١٨٤).
(٢) "اتعاظ الحنفاء بإخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء" للمقريزي (٢/ ١١٣) بتحقيق د/ محمد حلمي محمد ط. القاهرة سنة ١٩٧١ م.
(٣) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>