المزعومة، ولم يَصْغَوا إلى دُعاته المجاهِرين بربوبيته والطائفين حولَ قَصْرِه بإرادة الحج، فنَكَّل بهم وبأهلهم، وعَمِل بهم ما لم يَعْمَلْه طاغيةُ الروم في الروم.
وأما علاقةُ الديانة الدرزية بالديانة الإسماعيلية، فإنها علاقةٌ متَّصلةٌ وثيقة، وليس في الدرزية ما لا يوجَد في الإسماعيلية، بل إنها هي عينُها ببعضِ الفروق الزمنية وفَرْقِ الجُرَأة والمجاهرة بالمعتقدات طالَمَا خَفِيت وكُتمت عن الآخرين، ولقد صَدَقَ الدكتور محمد كامل حسين حيث عَنْوَنَ بابه الثالث في كتابه "طائفة الدروز" بعنوان "عقيدة الفاطميين أساسُ عقيدةِ الدروز"، ثم كتب تحته:"إن الباحثَ في عقيدة الدروز يجبُ أن يكون مُلِمًّا إلمامًا تامًّا بعقيدةِ الشيعة الفاطمية، ولذلك رأيتُ أن أوجِزَ هنا الحديثَ عن عقائدِ الفاطميين التي أعتَبرُها الأساسَ الأول لعقيدةِ الدروز، فالمصطلحاتُ المذهبيةُ الفاطمية تكادُ تكونُ هي المصطلحاتِ المذهبيةَ عند الدروز، وأحيانًا نَرى الذين وَضعوا عقيدةَ الدروز يستعملون مصطلحاتِ الفاطميين لمدلولاتٍ جديدة كل الجِدَّة، ومع ذلك كلِّه، فهي ليست بعيدة كلَّ البُعدِ عن آراء الفاطميين"(١).
وكان بَدءُ هذه الدعوة كما تشيرُ الرسائلُ الدرزية سنة ٤٠٠ هـ، ولكن لم يُجهرْ بها حَسبَ ما ذكره المؤرخون إلاَّ سنة ٤٠٨ هـ، أو سنة ٤٠٧ هـ.
ومن الطرائف أن الدرزيَّ وحَمزةَ اختلفا فيما بينهما على غنيمةِ ألوهية الحاكم وثمرتِها، وهي النبوةَّ، وأراد كلُّ واحدٍ منهما أن يكونَ هو نبيّاً
(١) "طائفة الدروز" الدكتور محمد كامل حسين (ص ٨٦) ط دار المعارف مصر ١٩٦٢ م.