للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأديباً للناس، أتدري يا مُفضَّلُ ما مَثَلُ ذلك؟ قلت: لا يا مولاي. قال: إن ميلادَ الإمامِ وموتَه ليس بميلادٍ ولا موت، وإنما مَثَلُه كمَثَل رجلٍ لبس قميصاً ونَزَعه حينما شاء" (١).

° وانظر إلى هذا القَسَم النُّصيري الذي أورد نَصُّه "ابنُ فضل الله العُمري" في كتابه "التعريف بالمصطلح الشريف" ونَقَله عنه القَلْقَشندي في كتابه "صبح الأعشى" (١٣/ ٢٥٠ - ٢٥١)، وهذا نصُّه: "إنني وحقِّ العليِّ الأعلى، وما أعتقدُه في المظهر الأسنى، وحَقِّ النور وما نشأ منه، والسَّحابِ وساكنِه، وإلاَّ برئتُ من مولايَ "علي" العليِّ العظيم، وولائي له، ومظاهرِ الحق، وكَشَفتُ حجابَ سليمانَ بغير إذن، وبَرئتُ مِن دعوةِ الحُجة "نُصير" وخُضت مع الخائضين في لعنةِ ابنِ مُلجم .. وكَفَرتُ بالخطاب، وأذعتُ السِّرَّ المصون، وأنكرت دعوى أهل التحقيق، وإلاَّ قَلَعتُ أصلَ شجرةِ العنب من الأرض بيدي، حتى أجتثَّ أصولَها وأمنعَ سبيلها، وكنتُ مع قابيل على هابيل، ومع النُّمرود على إبراهيم، وهكذا مع كلِّ فرعونَ قام على صاحبه، إلى أن ألقَى العليَّ العظيم وهو عليَّ ساخط، وأبرأُ مِن قول قَنبر، وأقول: إنه بالنار ما تطهَّر".

فهُم في هذا القَسَم يلقِّبون عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالعليِّ العظيم وهما من أسماء الله، ويدَّعون أن سلمانَ هو صاحبُ الحجاب، وأن شجرةَ العنب مقدَسةٌ عندهم، بحيث لا يجوزُ اقتلاعُها؛ لأن من ثَمَرها تُصنَعُ الخَمر .. وهمُ يُعظِّمون الخمر" (٢).


(١) "الهفت الشريف" (ص ١١٣ - ١١٤).
(٢) انظر "طائفة النصيرية" (ص ٥٤ - ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>