للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأئمَّة من بعده.

° ويؤيد ذلك ما ورد في كتابهم المقدس "الهفت الشريف" عن قصةِ مقتل الحُسين - رضي الله عنه - ما نصُه: "وقامت الحربُ .. حينئذٍ دعا مولانا الحُسينُ جبريلَ، وقال له: يا أخي، مَن أنا؟ قال: أنت اللهُ الذي لا إلهَ إلا هو الحيُّ القيومُ، والمميتُ والمحيي!! أنت الذي تأمرُ السماءَ فتُطيعُك، والأرضَ فتنتهي لأمرك، والجبالَ فتجيبُك، والبحارَ فتُسارعُ إلى طاعتِك .. وأنت الذى لا يُصلُ إليك كَيدُ كائد ولا ضَرَرُ ضارٍّ! " (١).

° والإِمامُ عند النُّصيَرية أعلى منزلةً من النبي .. لأن الأنبياءَ يوحَى إليهم بواسطةِ جبريل .. والأئمةُ يُكلِّمون اللهَ تعالى بغير واسطة .. فهم -كما ورد في كتابهم المقدس "الهفت الشريف" عن لسان جعفر الصادق، وهو منه بريء-: "نحن يَدُ الله وجَنبُه، ونحن وجهُ الله ويمينُه، وأينما نَظَر المؤمنُ يقصد النصيريَّ يرانا .. إن شئنا شاءَ الله .. والحمدُ لله الذي اصطفانا من طِينةِ نورِ قدرتِه .. وَوَهبنا سِرَّ عِلم مشيئتِه" (٢).

° والأئمَّةُ في اعتقاد النُّصيريين لا يُولَدون كغيرهم من بني البشر .. بل يولَدون بكيفيةٍ خاصةٍ لا يزاحمُهم فيها غيرُهم.

° يقول كتابهم "الهفت الشريف" ما نصه: "فإذا أراد اللهُ إظهارَ الإمامِ في الظاهر، تأديبًا لهذا الخَلْق، أرسلَ رُوحاً من عنده، فيتدخَّل في المولود الذي قد يتطهَّر مِن كلِّ دَنَس ولم يُزاحِمه رَحِمٌ .. ولكن تدخلُ الروح فيه


(١) "الهفت الشريف" (ص ١٢١) نقلاً عن "طائفة النصيرية" (ص ٤٩).
(٢) "الهفت الشريف" (ص ٢٢١ - ٢٢٢)، و"طائفة النصيرية" (ص ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>