ثلاثين امرأة، يَعدونهم في كتبهم، ويَضيق هذا الموضعُ عن إبرازهم، وبأن إلاهَهم الذي خَلق السماوات والأرض هو عليُّ بن طالب رضى الله عنه، فهو عندهم الإِلُه في السماء، والإمامُ في الأرض، فكانت الحكمة في ظهورِ اللاهوت بهذا الناسوت -على رأيهم- أن يؤنِسَ خَلْقَه وعبيدَه؛ ليُعلِمَهم كيف يَعرِفونه ويعبدونه.
وبأن النُّصيريَ عندهم لا يصيرُ نُصيريًّا مؤمنًا يجالسونه، ويشربون معه الخمر، وُيطلعونه على أسرارهم، ويُزوِّجونه من نسائهم، حتى يخاطبَه مُعلَمُه، وحقيقةَ الخطاب عندهم أن يحلَفوه على كتمانِ دينه، ومعرفة مشائخِه وأكابر أهل مذهبه، وعلى ألاَّ ينصحَ مسلما ولا غيرَه إلاَّ مَن كان مِن أهل دينه، وعلى أن يَعرفَ ربه وإمامَه بظهوره في أنوارِه وأدوارِه، فيعرفُ انتقالَ الاسم والمعنى في كلِّ حين وزمان، فالاسم عندهم في أول الناس "آدمُ"، والمعنى هو "شيث"، والاسم "يعقوب"، والمعنى هو "يوسف"، ويستدلون على هذه الصورة -كما يزعمون- بما في القرآن العظيم حكايةً عن يعقوبَ ويوسف -عليهما الصلاة والسلام-، فيقولون: أمَا يعقوب، فإنه كان الاسم، فما قَدَر أن يتعدَى منزلته فقال:{سَوفَ أَسْتَغْفرُ لَكُمْ رَبّي}[يوسف: ٩٨]، وأما يوسفُ، فكان المعنى المطلوب، فقال:{لا تَثْريب علَيْكُمُ الْيَوْمَ}[يوسف: ٩٢] فلم يُعلِّقِ الأمرَ بغيره؛ لأنه عَلِم أنه الإلُه المتصرف، ويجعلون "موسى" هو الاسم، و"يوشعَ" هو المعنى، ويقولون:"يوشع رُدَت له الشمسُ لَمَا أمرها فأطاعت أمره، وهل تُرد الشمس إلاَّ لرِّبها؟! "، ويجعلون "سليمانَ" هو الاسم، و"آصفَ" هو المعنى القادر المقتدر، ويقولون: سليمانُ عَجَز عن إحضارِ عَرش بلقيس، وقَدَر عليه