للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آصف؛ لأن سليمان كان الصورةَ، وآصفُ كان المعنى القادِرَ المقتدر، وقد قال قائلهم:

هابيلُ شَيثُ يوسفُ يوشعُ … آصفُ شمعونُ الصفا حَيدرُ

ويَعُدُون الأنبياءَ والمرسلينَ واحدا واحدا على هذا النمط إلى زمنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: "محمدٌ" هو الاسم، و"علي" هو المعنى، وُيوصِّلون العَددَ على هذا الترتيب في كل زمانٍ إلى وقتنا هذا، فمِن حقيقةِ الخطاب في الدين عندهم أن عليًّا هو الرب، وأن محمدًا هو الحجاب، وأن سلمانَ هو الباب، وأنشد بعضُ أكابرِ رؤوسائهم وفضلائِهم لنفسه في شهور سنةِ سَبْعمئة فقال:

أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ … حَيدرةُ الأنزعُ البطينُ

ولا حجابَ عليه إلاَّ … محمدُ الصادقُ الأمينُ

ولا طريقَ إليه إلاَّ … سلمانُ ذو القوة المتينُ

ويقولون: إن ذلك على هذا الترتيبِ لم يَزل ولا يزال، وكذلك الخمسةُ الأيتام، والاثنا عشر نقيبًا، وأسماؤهم مشهورة عندهم، ومعلومةٌ من كتبهم الخبيثة، وأنهم لا يزالون يَظهرون مع الربِّ والحجابِ والبابِ في كلِّ كَور ودَور أبدًا سرمدًا على الدوام والاستمرار، ويقولون: إن إبليسَ الأبالسةِ هو عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -، ويَليه في رتبةِ الإبليسيةِ أبو بكر - رضي الله عنه - ثم عثمان- صلى الله عليه وسلم - وشرَّفهم وأعلى رتبهم عن أقوال الملحدين وانتحالِ أنواع الضالين والمفسدين-، فلا يزالون موجودين في كلِّ وقتٍ دائمًا حسبما ذكر من الترتيب، ولمذاهبهم الفاسدةِ شُعبٌ وتفاصيل تَرجعُ إلى هذه الأصول المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>