المجالس، وقضيةَ القضايا، والنبأَ العظيمَ في الحياة.
° رفعنا لك ذكرَك، فما نُسي مع الأيام، ومَا محِيَ مع الأعوام، وما شُطب من قائمةِ الخُلود، وما نُسِخ من ديوانِ التاريخ، وما أُغفِل من دفتر الوجود، نُسِي الناسُ إلاَّ أنت، وسَقَطت الأسماء إلاَّ اسمَك، وأُغفِل العظماءُ إلاَّ ذاتَك، فمَن ارتَفَع ذِكره من العُبَّاد عندنا، فبسبب اتِّباعك، ومَن حُفظ اسمه فبسبب الاقتداءِ بك .. ذهبت آثارُ الدول وبَقِيَتْ آثارك، ومُحِيت مآثرُ السلاطين وبَقيَتْ مآثرُك، وزالتْ أمجادُ الملوك وخُلِّد مجدُك، فليس في البشر أشرحُ منك صَدْرًا، ولا أرفع منك ذِكرًا، ولا أعظمُ مِنك قَدْرًا، ولا أحسنُ منك أَثَرًا، ولا أجملُ منك سَيْرًا.
إذا تشهَّد مُتشهِّدٌ ذَكَرك مع الله، وإذا تهجَّد متهجِّدٌ سمَّاك مع الله، وإذا خَطب خطيبٌ نوَّه بك مع الله.
رفعنا لك ذِكرَك عند جميع العالَمين العقلاء بالصِّدق والأمانة والحِلم والرزانة ومكارم الأخلاق وطهارةِ الشيم وانتفاءِ شوائبِ النقصِ، حتى ما كانت شُهرتُك عند قومك قبلَ النبوَّة إلا "الأمين"، وكانوا يضربون المَثَلَ بشمائِلك الطاهرة، وأوصافِك الزاهرة الباهرة.
ولك الفضائلُ والمناقبُ والشمائلُ التي لا تُضبَطُ بالوصف، ولا يُحصيها وَصفٌ أو حَصر.