ويثير عَجَبي وحيرتي أناسٌ يعتقدون بمثل هذا البليد، ويؤمنون بمثل هذه السخافات، رجلاً سطحيَّ الثقافة، مُعوجَّ التفكير، جاهلاً عن قواعد اللغة ومعانيها، بعيدًا كلَّ البعدِ عن أساليب الكلام ومواقعه، وصياغةِ الجُمل والكلماتِ والحروف، كثيرَ الأخطاء واللحن، غيرَ عارفٍ مقتضياتِ العصر ومتطلَّباته، ويَزدادُ التعجُّبُ عندما نَسمعُ من مبلِّغيهم أو نقرأُ في كتبهم:"إن أكثر المؤمنين بالشيرازي في أولِ الأمر كانوا علماء، والملاَّ (١) حُسين البشروئي سمع تفسير سورة "يوسف" وآمن به، ولُقِّب بـ "أول من آمن" و"باب الباب"، والمُلاَّ يحيى الدارابي الملقب بـ "الوحيد" قرأ تفسير سورة "الكوثر" واعتنق دينه، والملاَّ حسين اليزدي الملقب بـ "كاتب الوحي" والمُلاَّ يحيى النوري الملقب بـ "صبح الأزل" والمُلاَّ محمد علي البرفروشي المقلب بـ "القدوس"، والمُلاَّ علي الزنجاني الملقب بـ الحُجة" والمُلا حسين علي المازندراني الملقب بـ "البهاء" وابنة المُلاَّ قرة العين الملقبة بـ "الطاهرة" وغيرهم.
ويدرَك من كلام الشيرازي، وقيمتِه ومقامه، مدى عِلم هؤلاء الجَهَلة المغرورين بألقابٍ فخمة، وأسماءٍ ضخمة، ويُدرَكُ حقيقتُهم وأصلُهم، فإن كان هؤلاء علماءَ فخلت الأرض من الجهل والسفه.
وما ندري عن الملا الدارابي جَذبه أيَّ شيءٍ من هذا التفسير الذي يسمونه تفسيراً حتى رَهَن نفسَه لإشارته، ودفعه إلى البابية إن كان عالمًا؟.
وأيةُ فصاحةٍ وبلاغة، وأيُّ جمال في قوله في "الألف": "وأقالت